responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1295
وقد لا يكون بين المصلحين الإسلاميين كبير خلاف في أن الغاية والهدف النهائي أن تعود الأمة كما بشر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم (أمة واحدة وخلافة راشدة) كما في الحديث عن النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلاً يَكُفُّ حَدِيثَهُ، فَجَاءَ أَبُو ثَعْلَبَةَ، فَقَالَ: يَا بَشِيرُ بْنَ سَعْدٍ، أَتَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الأُمَرَاءِ؟ وَكَانَ حُذَيْفَةُ قَاعِدًا مَعَ بَشِيرٍ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: أَنَا أَحْفَظُ خُطْبَتَهُ، فَجَلَسَ أَبُو ثَعْلَبَةَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّكُمْ فِي النُّبُوَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ سَكَتَ" (1)
وإنما الخلاف بينهم في الحكم على الواقع، والحكم على الأنظمة الحاكمة اليوم، وكيفية العودة بالأمة إلى الإسلام، وإصلاح شئونها، فأصبحوا طائفتين:
• طائفة ترى بأن الواقع الحالي مع انحرافه إلا أنه واقع مشروع من حيث الاعتراف بالدولة الوطنية والقطرية، والاعتراف بالأنظمة الحاكمة، أو بأكثرها أو بعضها، دون وجود معيار يفرقون به بين ما يعترفون بشرعيته وما لا يعترفون بشرعيته من هذه الأنظمة!
كما ترى هذه الطائفة أو بعضا مشروعية المشاركة بالواقع السياسي، حتى تورطت فيه، وأصبحت جزءا منه، وحتى قال بعضهم وهو نائب إسلامي في بلد خليجي (نحن نحتكم إلى الشريعة بنسبة 99 % في كل شئوننا والباقي نعمل على استكماله)!
وإنما أتيت هذه الطائفة من جهة جهلها في طبيعة النظام السياسي الإسلامي كما جاء في الكتاب والسنة، وكما قام به الخلفاء الراشدون، إذ هذا الموضوع خارج دائرة الفقه التقليدية والفروع الفقهية التي يعنى بها الفقهاء التقليديون، فتغيب عنهم معرفة مثل هذه الأصول والكليات، وتحار فيهم عقولهم، لعدم إحاطتهم بها، واقتصارهم على الجزئيات الفرعية، وانشغالهم بها، ظنا منهم أن هذا هو الفقه!
• وطوائف أخرى لديها تصور عام عن النظام السياسي الإسلامي، وعن ضرورة الخلافة، إلا إنها ترى عدم شرعية هذا الواقع وتحرم كل مشاركة فيه، وتدعو إلى مقاطعته، وتتفاوت فيما بينها في حدود هذه المقاطعة، حتى ذهب بعضهم إلى القول بأن المقاطعة تشمل حتى العمل في الوظائف الحكومية وكل قطاعات الدولة .. الخ بدعوى أن الحكومات غير شرعية، دون وجود معيار تحتكم إليه هذه الطائفة في

(1) - مسند أبي الطيالسي -طبعة دار هجر - مصر (1/ 249) (439) صحيح
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 1295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست