نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1441
والتعبير القرآني اللطيف الرفيق يصور هذه العلاقة تصويرا موحيا، وكأنما يلتقط الصورة من أعماق القلب وأغوار الحس: «لِتَسْكُنُوا إِلَيْها» .. «وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً» ..
«إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» .. فيدركون حكمة الخالق في خلق كل من الجنسين على نحو يجعله موافقا للآخر. ملبيا لحاجته الفطرية: نفسية وعقلية وجسدية. بحيث يجد عنده الراحة والطمأنينة والاستقرار ويجدان في اجتماعهما السكن والاكتفاء، والمودة والرحمة، لأن تركيبهما النفسي والعصبي والعضوي ملحوظ فيه تلبية رغائب كل منهما في الآخر، وائتلافهما وامتزاجهما في النهاية لإنشاء حياة جديدة تتمثل في جيل جديد .. (1)
قلت: ويؤيد ذلك ما جاء عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى امْرَأَةٍ لَا تَشْكَرُ لِزَوْجِهَا، وَهِيَ لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ» (2)
ـــــــــ
الحل الرابع - أن تتزوج بشرط بقاء أولادها معها وعندئذ في هذه الحالة لم تخسر شيئا بل كسبت كثيرا
فهي من جهة عصمت نفسها عن الحرام .....
ومن جهة أخرى لم يؤثر ذلك على تربية أولادها ....
وكذلك قد تتنازل المرأة عن بعض حقوقها إذا كان الرجل متزوجا، ومن جملتها أن تبقى في بيتها مع أولادها، وقد تعفيه من اشتراط العدل في النوم ... وقد تعفيه من النفقة إذا كانت غنية .. وكل ذلك جائز شرعا ....
وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من زوجة شهيد ومنهن أم سلمة وبقي أولادها معها، وتزوج الصديق رضي الله عنه أسماء بنت عميس زوجة الشهيد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وبقي أولادها معها، وتزوجها علي رضي الله عنه وبقي أولادها معها وأنجبت منهما أيضا ..
فنحن عندما نقول:
على كل شاب أعزب أو متزوج يستطيع التعدد الزواج من امرأة شهيد وضم أولادها معها كما فعل السلف الصالح فنكون بذلك راعينا جميع الحالات في هذا الأمر .... حالة المرأة وحالة الأولاد وحالة المجتمع أيضا
والنفقة على أولاد الشهيد تكون في الأصل من بيت مال المسلمين حتى يستغنوا، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَيْشًا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ: «فَإِنْ قُتِلَ، وَاسْتُشْهِدَ فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنْ قُتِلَ، وَاسْتُشْهِدَ فَأَمِيرُكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ» فَانْطَلَقُوا
(1) - في ظلال القرآن للسيد قطب-ط1 - ت- علي بن نايف الشحود (ص: 3515)
(2) - المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 207) (2771) والسنن الكبرى للنسائي (8/ 239) (9086) صحيح
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 1441