نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 2002
هل صحيح أنَّ الدين لله والوطن للجميع"؟؟؟
أولا - الذي أطلق هذه العبارة الكفار وليس المسلمين وأنتم ترددونها ترديد الببغاوات
ثانيا- هذه العبارة كفر صريح، فكل من يؤمن بهذه المقولة الباطلة فقد كفر بالله تعالى جهارا ..
فالدين لله والوطن لله والكون كله لله وحده، فمن قال غير ذلك فقد حكم على نفسه بالكفر الصريح، وخرج من الإسلام ...
ثالثا- هذه العبارة كانت يرددها ملاحدة الغرب في الرد على خرافات الكنيسة الغربية، وهي صحيحة بالنسبة لهم، لأنهم يردون على دين محرَّف مبدل تحول من دين توحيد إلى دين وثني ...
-----------
يقول العلامة عبد الرحمن الحبنكة رحمه الله:
"من الأمور البدهية في الشريعة الإسلامية أنها تتناول بأحكامها وأنظمتها الإلهية أحوال الأفراد والجماعات الإنسانية، على اختلافها في الخصائص الفردية والجماعية فلم يترك الإسلام حالة من أحوال الناس إلا وتناولها بحكم شرعي، يضمن مصالحهم الفردية والجماعية، وهذا الحكم إما منصوص عليه، وإما مدلول عليه بدليل ما من الأدلة الشرعية، ولا يعدو عمل فقهاء المسلمين ومجتهديهم البحث في مصادر التشريع الإسلامي، حتى ينكشف لهم حكم الله فيما يُعرض عليهم من مسائل، وفيما يجدّ للمسلمين من أحوال.
وهذه قضية ليست محل جدلٍ عند المسلمين، ولكن أعداء الإسلام يريدون تفريغه من مضامينه، ولا سيما ما يتعلق منها بالأحكام المنظمة لمعاملات الناس وعلاقاتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ونحو ذلك، ويريدون إحلال أنظمتهم الوضعية محلها، ليوجدوا نوعاً من التشابه بين أوضاع المسلمين وبين أوضاعهم الخاصة والعامة، تمهيداّ للقضاء على الإسلام جذوراً وفروعاً، وقد وجدوا بينهم وبين تحقيق هذه الغاية سداً منيعاً، هو استمساك المسلمين بأحكام الشريعة الإسلامية، التي تتناول جميع حياة الناس، ففكروا وقدّروا، ثم عثروا على فكرة شيطانية خبيثة، وهي أن يفصلوا بين أحكام الدين المتعلقة بالعبادات، وأحكامه المتعلقة بالأحوال الشخصية، وأحكامه المتعلقة بالنظم الأخرى.
وأعداء الإسلام يدبّرون كلّ مكيدة للتخلّص من كلّ زعيم يعمل على نصرة الأمة الإسلامية، أو تطبيق الشريعة الإسلامية في بلده. ومع هذا الفصل أخذوا يدسون على المسلمين دسيستهم التي تتضمن تحوير مفهوم عبارة (الدين لله) وذلك بجعلها في معنى أن الأحكام الدينية هي الأحكام التي تتعلق بأمور العبادات، التي هي لله وحده، وأما الأحكام الأخرى التي تتعلق بتنظيم أحوال الناس الشخصية والعامة، المادية والأدبية، السياسية وغير السياسية، في السلم والحرب، فلا علاقة للدين بها، وما هي إلا أمور متروكة للناس ينظمونها كما يشاؤون، وقد سرت فعلاً هذه الفكرة المحورة في صفوف معظم المسلمين
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 2002