نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 2096
-وليس لديها مشروع استراتيجي سوى المحافظة على السلطة بأي الثمن
أقول أن هذا النظام بالصفات التي ذكرتها سابقا، لا تكمن خطورته فقط في كونه سيعرقل أي مسعى نحو قيام وحدة إسلامية، تلبي طموحات المسلمين جميعا، وإنما أيضا لما في بقائه من خطورة على هوية البلد. فهذا النظام لا يملك مقومات ذاتية للاستمرار، للأسباب التي ذكرتها أعلاه، فالأفق أمامه مسدود، ونتيجة وجوده الحتمية هي الوقوع في براثن حلفائه الفرس، وإذا لم يتكاتف المتضررون من وجود هذا النظام ويسارعوا لإنقاذ بلدهم، باقتلاعه من جذوره وكنسه إلى مزبلة التاريخ، فإن سوريا ستتحول تدريجيا لأن تصبح مزرعة للفرس، لا سمح له.
ومن لديه شك في هذا الكلام فليتأمل كيف بدأت العلاقة بين النظام السوري ونظام ولاية الفقيه في إيران وكيف تطورت هذه العلاقة؟ وإلى أين وصلت حاليا؟!.وليقس على ذلك اتجاه الأمور في المستقبل .. فسيجد أن هذه العلاقة تصب في خدمة نظام ولاية الفقيه، فهذا النظام الكهنوتي، بما عرف عنه من دهاء، وبما لديه من إمكانيات ولما يمتكله من مشروع استراتيجي، يسعى لتحقيقه منتهزا كل فرصة تسنح له، أقول أن هذا هو المستفيد من العلاقة من نظام الأسد، ولهذا نجد أن نفوذه يزداد في سوريا يوما بعد يوم، بما في ذلك داخل النظام المتحالف معه .. حتى يوشك نظام الأسد اليوم أن يتحول من حليف، إلى نظام تابع لنظام ولاية الفقيه .. وقياسا على ذلك فهو في المستقبل القريب قد يصير تابعا بالفعل .. ثم ذنبا .. وبعد ذلك، وبعد أن تنتهي فترة خدمته، فإنهم لن يترددوا في ركله بأرجلهم إلى مزبلة التاريخ.
وعليه أعود وأكرر ما قلته سابقا وهو إنه إذا لم يتكاتف المتضررون من وجود هذا النظام، ويسارعوا لإنقاذ بلدهم، وهويتهم، باقتلاعه من جذوره وكنسه إلى مزبلة التاريخ، قبل أن يكنسه غيرهم، ويأتي بالبديل المناسب لمشروعه، فإن سوريا ستتحول تدريجيا لأن تصبح مزرعة للفرس، لا سمح له ..
هذا والله من وراء القصد
النفوذ المتزايد الذي تلعبه إيران داخل سوريا
وفي قراءته الموسعة لظاهرة التشيع والتفريس في سورية وحالة السخط الشعبي تجاهها اعتبر أحد التقارير أن ذلك دليلا على ضعف النظام وعلى وقوعه رهينة في أيدي الإيرانيين. ولفت هذا التقرير إلى النفوذ المتزايد الذي تلعبه إيران داخل سورية على كل المستويات، وليست "ظاهرة التشيع" والتغلغل الإيراني سوى الجزء الظاهر منها. ويعتبر التقرير أن السفير الإيراني في دمشق محمد حسن أختري يلعب حاليًّا دورًا محوريًّا داخل سورية. ويلفت أن أختري الذي سبق له أن عمل سفيرا "فوق العادة" في سورية هو في الوقت ذاته رئيس "جمعية أهل البيت" وهو بالتالي يشرف على اختراق إيران للساحة السورية في كل المجالات.
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 2096