نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 25
وعَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى إِمَارَةِ نَفْسِهِ، أَوْ غَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَلَا يَحِلُّ لَكُمْ إِلَّا أَنْ تَقْتُلُوهُ» مصنف عبد الرزاق الصنعاني (5/ 445) (9759) صحيح لغيره
فلا شرعية للأنظمة الجبرية، ولا طاعة لها على الأمة، هذا على فرض إسلامها!
فالواجب تغييرها، ورد الحق إلى الأمة شورى بينها، كما أمر الله، فكل من اغتصب السلطة فهو ظالم جائر، يجب على الأمة قتاله حتى يرد الأمر لها، ويرجع عن الغصب!
رابعا: أنها ثورة على حكومات خائنة للأمة، موالية لعدوها، عميلة له، وهذا في حد ذاته موجب لخلعها والثورة عليها، عند كل أمم الأرض مؤمنهم ومشركهم ووثنيهم، كما قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51]، وإنما اشترط الله لمشروعية السلطة أن تكون منا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: 59]، وقد أسلمت هذه الأنظمة الأمة وأرضها وحقوقها ومصالحها للعدو يتصرف فيها كما يشاء، وقد تجلى ذلك في أوضح صوره في حرب غزة، وفي احتلال العراق، واحتلال أفغانستان، وهذه الخيانة للأمة ولشعوبها كافية وحدها في وجوب تغيير هذه الحكومات على فرض شرعيتها!
خامسا: أن الله جعل القصاص حكما عدلا، كما قال تعالى {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 179]، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه، فكيف بمن قتل المئات بل الآلاف ظلما وعدوانا في السجون وخارجها، فللأمة الحق في الخروج عليه، والقصاص منه، وإقامة العدل فيه، بل هذا الواجب عليها، وقد أثبتت الثورات قدرة الأمة على خلع الطغاة بأقل ما يمكن من المفاسد، مقارنة مع مفسدة بقائهم في السلطة وما يترتب عليه من سفك الدماء، وإهدار الحقوق، بل وتسليم الأمة لعدوها وهي أشد المفاسد وأخطرها، إذ الغاية من إقامة السلطة أن تكون حماية للأمة والدولة من عدوها، فإذا كانت سببا في تسلط العدو عليها سقطت مشروعية وجودها، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَاءِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَلَ، كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ، وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ» صحيح مسلم (3/ 1471) 43 - (1841)
فكيف بمن يقاتلنا العدو من ورائه، بل ويأتي به العدو ويسلطه على الأمة!
ولو لم يتحقق في هذه الثورات إلا دفع الظلم، والقصاص من الظالم، ونصرة المظلوم، لكان ذلك من أحب الأعمال إلى الله، ومن أوجبها، ومن العدل الذي جاء الإسلام به {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ} [الأعراف: 29] وقال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 25