نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 295
التي لعلها توصل شيئاً من حقيقة الواقع بالكلمات التي تقصر معانيها عن إيصال الحقيقة كاملة! وما لا يدرك كله لا يترك جله.
لئن تعجبنا من أفعال أولئك الرجال بهجران لذيذ المطعم والمشرب , ومفارقة الأهل والخلان والأصدقاء , والرحيل عن ديار الآباء والأجداد , فإنهم فوق هذا يحملون نفوساً عظيمة بالقيم الربانية التي يحملون مشاعلها إلى أمم الأرض.
ومن صور هزيمتنا أن صار بين السيف والمبادئ في الأذهان تناقض وتصادم , وأصبح كون المرء هوأن يكون داعية للسلام محذراً من استخدام السيف ولوعلى عرض أمه وأخته.
وأن يكون الرجل عالماً كبيراً عندما يحذر من العنف واستخدام السيف.
وأن يكون الرجل مفكراً عبقرياً عندما يدعوللسلام والأمان ولوعلى حساب أمته.
وهذا لا شك من الهزيمة العظيمة التي راجت بين كثير من الناس بمختلف طوائفهم وطبقاتهم , فدخلت بين أهل العلم وأهل السياسة وأهل الفكر والثقافة .. مع العلم أنهم قد لا يكونون أصلاً كذلك لولا دعوتهم للسلام والأمان على أي حال كان .. ولولم يكن كذلك لرأينا ذلك العالم ذي الجبة الكبيرة هوصعلوك مثقف في شيء من أمور الشريعة لا يفقه من دين الله شيء إلا بحسب قدرته على التدجيل والكذب على الناس.
وأن ذلك المثقف هومجرد تاجر يحسن المماكسة والقدرة على ترويج البضاعة أكثر من إحسانه للقراءة والكتابة.
وأن ذلك السياسي المحنك هو زعيم عصابة في إحدى الحواري القذرة!
وحتى لا أكون مجازفاً في مقالي فلننظر للمرتد المجرم شريف شيخ أحمد , حيث كنا ولا زلنا نسمع عن أن الحركات الإسلامية ليس لديها مشروع سياسي وتفتقد للخبرة والمرونة السياسية ومعرفة التعامل مع الألاعيب الدبلوماسية!
وقد كان هذا يوجه لشيخ شريف أيام رئاسته للمحاكم الإسلامية , وأثناء دخول القوات الصليبية للصومال!
ثم .. وفي طرفة عين , يصبح ذلك المرتد الذي كانت القوات الصليبية تحاربه , رئيساً سياسياً محنكاً يجب على بقية الجماعات الجهادية الدخول تحت رئاسته لأنهم لن يحسنوا التعامل السياسي ولن يوجد لديهم سياسي خبير مثل المرتد شيخ شريف أحمد , الذي يعرفون خلفيته وسابقته من قبل , فهو أفضل من السياسيين العلمانيين!
وهذا كلام لم أدلسه على أحد بل هناك ممن يدعي العلم والفهم يقول به ويعتقده!
----------
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 295