نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 326
الثورة يصنعها الأبطال ويسرقها الانتهازيون -دراسة وتعليق
{الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}
د. خالد عبد العزيز
الإنصاف عزيز .. كلمة مأثورة من تراثنا، كم يحزنني أن ُيبخس الناسُ أشياءهم، وكم يحزنني أكثر سرقة جهود الآخرين. لقد وصف الله تعالى في معرض الذم أهل الكتاب بأنهم: {يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا}.
في مصر قبل ثورة 25 يناير بعدة أسابيع كنت كغيري أتابع استعدادات شباب حركة 6 أبريل، وشباب كلنا خالد سعيد، ودعوت على شبكة النت الشعب المصري للخروج في المظاهرات؛ من أجل كرامتهم وحريتهم التي سلبها منهم النظام الحاكم. وقد كنت في غاية القلق والإشفاق على هؤلاء الشباب والشابات؛ لعلمي بشراسة أجهزة القمع الرهيبة التي يمتلكها النظام المصري، لقد شملت دعوتهم من خلال شبكة التواصل الفيس بوك والتويتر كل أنحاء مصر، ولم يدر في خلدهم أنهم في خروجهم كانوا على موعد مع القدر .. موعد مع تغيير ليس في مصر فحسب بل في المنطقة العربية بأسرها.
قبل الموعد المضروب بثلاثة أيام أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بيانا أكدت فيه عدم مشاركتها في المظاهرات، وقبلها بأيام أصدر شيوخ التيار السلفي بالإسكندرية بيانا مماثلا، وبعض مشايخ السلفية في القاهرة أصدروا فتاوى تحرم المظاهرات!؟ في حين أصدر شيوخ آخرون في المنصورة وغيرها فتاوى الخروج والمشاركة فيها. وفي اليوم السابق للموعد المضروب أعلن الإخوان أنهم سيشاركون مشاركة رمزية بخمسين عضوا!
تعالوا الآن لنرى مشهد تسلسل يوميات الثورة، وكيف تعاملت الأحزاب والتيارات السياسية معها:
في اليوم الأول للثورة نزل شباب 6 أبريل وشباب كلنا خالد سعيد إلى الشارع وكانت المفاجأة في خروج الشارع المصري معهم بشكل لم يسبق له نظير، حيث بدأت الآلاف تتدفق إلى شوارع المدن المصرية للتظاهر، ولكن إمكانية قمعهم كانت قائمة، وفي اليوم الثاني زادت الأعداد وهنا نزل الإخوان وبأعداد محدودة، كما نزل كثير من الشباب السلفي الذين لم يلتفتوا إلى فتاوى التحريم خاصة في المنصورة والسويس ثم الإسكندرية، وتنادت أحزاب مصرية كانت ترفض المشاركة كالوفد، كما نزلت حركة كفاية وغيرها من الحركات.
- في اليوم الرابع خرج القرضاوي على قناة الجزيرة يقول: إرحل يا مبارك! وظل يكرر ذلك في الأيام التالية.
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 326