نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 361
وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]
4 - صار الناس يشتاقون للذهاب إلى الصلوات الخمس وصلاة الجمعة بشكل أخص، كانوا قبل ذلك قليلاً ما يصلون إلا الجمعة، ويبحثون عن أقصر خطبة جمعة، بينما اليوم فقد صاروا مواظبين على صلاة الجماعة التي شعروا أنها تعطيهم شحنات إيمانية ما كانوا يشعرون بها من قبل، وأما صلاة الجمعة فقد كانوا يتلهفون لها طيلة الأسبوع ...
ومن ثمَّ حاول هذا النظام الإجرامي منع الصلوات الخمس وصلاة الجمعة خوفا على نفسه من أهمية الدين في حياة الناس ... بل احتلوا كثيرا من المساجد ونهبوها وحولوها لثكنات عسكرية للمجرمين والفجار
5 - كانت المظاهرات تخرج بعد صلاة الجمعة مباشرة، مطالبة بحقوقها المشروعة، وكان لها الأثر البالغ على الشارع وعلى الناس، بل صار هم الناس ليل نهار هو المظاهرة التي تحمل اللافتات التي تعبر عما يريدون بشكل عفوي، ومنظم أيضاً ....
6 - عندما أصدر الطاغية الصنم قراراً بمنع المظاهرات، زاد ذلك يقين الناس بأهمية المظاهرات، فخرجوا رغما عن أنف السلطة وبطشها وجبروتها .... بمئات الألوف ....
7 - تطور الأمر فصارت المظاهرات تخرج كل يوم في كثير من الأمكنة سواء أكان في الليل أو في النهار مما جعل هذا النظام الإجرامي يتعامل معها بكل قسوة ولكن دون فائدة ...
8 - صار الناس يضربون عن العمل، في أي وقت يطلب منهم، وهذا لم يكن يحدث مسبقا في عهد الأسود ...
9 - صارت أهداف الناس في كل مكان " بالملايين على الجنة رايحين " " يا درعا حنا معاك للموت" ..
فقد صاروا يتسابقون إلى الموت بصدور عارية، بعد أن صارت ريح الجنة قريبة منهم، ومن ثم فإنه كلما سقط شهيد كان الناس أكثر صمودا وإباءً من قبل، بل وصار حديث الناس أي مدينة أو بلدة قدمت شهداء أكثر، وصارت تقام الأفراح والأهازيج ...
بينما كانوا يحزنون حزناً شديداً إذا مات لهم ميت ولو بحادث سير، بل ويرتكبون كثيراً من الكبائر والمعاصي .... ومثلهم مثل أنس بن النضر رضي الله عنه
وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ عَمَّهُ غَابَ عَنْ بَدْرٍ، فَقَالَ: غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَئِنْ أَشْهَدَنِي اللَّهُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أُجِدُّ، فَلَقِيَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَهُزِمَ النَّاسُ، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ، يَعْنِي المُسْلِمِينَ وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ المُشْرِكُونَ» فَتَقَدَّمَ بِسَيْفِهِ فَلَقِيَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ، فَقَالَ: أَيْنَ يَا سَعْدُ، إِنِّي أَجِدُ رِيحَ الجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ، فَمَضَى فَقُتِلَ، فَمَا عُرِفَ
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 361