نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 504
-إذا ما دعا الإسلاميون إلى حشد الناس للدفاع عن إرادة الشعب التي لا ترضى تعديا على جناب الشريعة: صاروا أهل فتن وقلاقل، فإذا ما دعا غيرهم إلى تدخل أمريكا وإسرائيل لحماية مصر من بطش الإسلاميين، دوفع عنهم، والتُمس لهم العذر أن قد لقوا من التهميش ما لا يليق!
---------
-يحاكم الإسلاميون دائما إلى تجارب (إيران) أو (السعودية)، فيقال: (أهذا هو نموذج الحكم الإسلامي؟ أتريدون ترسيخا للديكتاتورية؟) فإذا ما حاكمت ليبراليا إلى تجربة أمريكا وإمبرياليتها التي استعبدت بها العالم بأسره، قالوا: (نحن في مصر، ولكل بلد ثقافته وظروفه، فمالي ولأمريكا؟!) و (صلاح المنهج لا يستلزم وجود النموذج الصالح في كل وقت).
-إن أخطأ إسلاميٌّ على شاشات الإعلام، تحمل الإسلاميون كلهم وزر خطئه، وإن أخطأ غيره: فلا يمثل إلا نفسه، ويكون التعميم عين الظلم.
-إن أخطأ شيخٌّ في مسجد مغلق، تناقلت وسائل الإعلام خطأه ليدخل كل بيت، وإن أخطأ غيره ربما بما هو أشد إيذاء لمشاعر الناس على شاشات الفضائيات، غُض الطرف عن خطئه خشية إثارة الفتن في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد.
----------
-يحاكم الإسلاميون إلى بعض الممارسات التي قام بها من سبقهم في الثمانينات مع أن أحدا منهم لم يقرها، فإذا حاكمت غيرهم لممارسات سلفهم ممن تبنوا أيديولوجياتهم في أوائل القرن العشرين قال: اسألني عن نفسي، فإنه (لا تزر وازرة وزر أخرى).
-إذا فاز الإسلاميون في انتخابات مجلسي الشعب والشورى، صاروا أهل تدليس واستغفال لجهلة العوام وفقيري الثقافة، وقيل: ليس هذا تعبيرا عن وزنكم الحقيقي، فإذا ما سألت صاحب هذا الادعاء: وهل من الممكن أن يستغفل الإسلاميون طبقة المثقفين، فيفوزوا بمقعد نقيب الصيادلة مثلا، قال: وارد أيضا، ولكن بطرق أخرى لا أعلمها.
-إن أخطأ إسلاميٌّ، صار المنهج ذا خلل يخرج دائما منتجا مشوها، فإن أخطأ غيره، رُفع على الفور شعار: (المنهج صحيح متكامل، والفرد غير معصوم من الخطأ).
----------
السؤال الخطير الآن: لماذا هذا الارتباط عند القوم بين الدين وبين هذه التهم؟ هل المراد تنفير الناس من (المتدينين) أم من (الدين)؟ هل الهدف أن يقال: إن الإسلام دين نظري، أفكار وقيم سامية، لكنه غير صالح للتطبيق في دنيا الناس، وإلا فأخرجوا لنا نموذجا يحتذى؟!
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 504