نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 597
والتكافل الاجتماعي والتعاون بين أبناء المدن السورية المختلفة، أو بين الأحياء المختلفة في المدينة الواحدة، التي تدفع أبناء سورية الأحرار ليتقاسموا رغيف الخبز وشربة الماء وعلبة الحليب وقنينة الدواء فيما بينهم أثناء حصار النظام الأسدي الظالم لمدنهم وأحيائهم، وقطع الإمدادات الغذائية والطبية عنها، هي من أسمى مظاهر التوحيد ...
وحب الوطن توحيد ...
والثورة على الدكتاتوريّة ورفض الظلم والقهر توحيد ...
وطلب العزّة والكرامة والحريّة توحيد ...
والوحدة الوطنية توحيد ...
ورفض الطائفيّة والعرقيّة توحيد ...
ورفض الاستقواء بالخارج، والاستعانة بالأعداء توحيد ...
والتظاهر في شهر الصيام وفي آب اللهاب، تحت زخّ الرصاص الحيّ، وتحت هدير المدافع والدبابات توحيد ...
والصلاة في المساجد والتظاهر منها توحيد ...
وصيام رمضان توحيد، والتظاهر بعد صلاة التراويح وصلاة الفجر توحيد ...
وصلاة الجمعة توحيد، والتظاهر بعدها توحيد ...
ورفع شعارات (الله أكبر) و (الله معنا) و (وصمتكم يقتلنا يا أهل التوحيد) و (الموت ولا المذلّة) و (واحد واحد واحد ... الشعب السوري واحد ... وغيرها من الشعارات الجهادية والوطنية) كل ذلك توحيد ... !!!
إن كل هذه المعاني التي ذكرناها، وعشرات بل مئات المعاني الرائعة التي أفرزتها الثورات العربية المجيدة، وأخص ثورة سورية الشام المباركة، والتي ميّزت شعب سورية العظيم، هي من أعظم أشكال ومظاهر التوحيد ...
وفي المقابل، فما عرف التوحيد الحقيقي ولا ذاق طعمه ولا شمّ رائحته
من بات شبعان وأخوه المسلم السوري جائع وعطشان وعريان في مخيّمات اللجوء التركية وهو يعلم ... !!!
وما عرف التوحيد ولا ذاق طعمه ولا شمّ رائحته من رأى إخوانه من أبناء سورية الأحرار يُذبحون بالرصاص الحيّ، وتُدكّ بيوتهم ومدنهم بالدبابات والمدفعية الثقيلة على أيدي النظام الأسديّ الكافر الفاجر، وهم صيام، فلم تهتزّ شعرة في شاربه لنصرتهم ...
وما عرف التوحيد ولا ذاق طعمه ولا شمّ رائحته من رأى أطفال درعى وهم بعمر الورود، يُعتقلون على أيدي رجال الأمن والشبيحة الأسدية الكافرة الفاجرة، ويُعذّبون حدّ الموت، وتُقلع أظافرهم،
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 597