نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 648
وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120)} [آل عمران: 118 - 120]
لذلك فالجميع متآمر علينا القريب والبعيد وكلهم ما زالوا يعطون الأسد الفرصة بعد الفرصة لكي يسحق الثورة السورية المباركة لكي لا تشكل خطرا عليه وعليهم ...
ومن ثم فهو يستخدم كل أنواع البطش والقمع والأذى والنهب والسلب والتخريب أمام مرأى العالم كله، والعالم يتفرج علينا، بل يتلذذ بقتلنا وسفك دمائنا .....
---------
لكن:
إن رحمة الله لا تعز على طالب في أي مكان وفي أي حال. فقد وجدها إبراهيم عليه السلام في النار، ووجدها يوسف عليه السلام في الجب، كما وجدها في السجن، ووجدها يونس عليه السلام في بطن الحوت في ظلمات ثلاث، ووجدها موسى عليه السلام في اليم وهو طفل رضيع مجرد من كل قوة ومن كل حراسة، ووجدها أصحاب الكهف في الكهف حين افتقدوها في القصور والدور فقال بعضهم لبعض: {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا} [الكهف: 16] ووجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار، والقوم يتعقبونهم {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40].
ووجدها أحمد بن حنبل وهو يجلد وهو يضرب، فقدكان رحمه الله يضرب ضرباً عجيباً حتى قال بعض جلاديه، لقد ضرب ضرباً لو ضرب بمثلها جمل لهلك، لكنه رحمة الله كان يتلقى الضرب مع رحمة الله، فبقى بإيمانه قوياً كالجبل الأشم يدافع عن منهج أهل السنة والجماعة.
ووجدها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عندما أدخل السجن فالتفت إلى السجناء، وتمثل قول الله تعالى: {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} [الحديد: 13]
وسيجدها كل من أخلص لله، وآوى إليه يأساً من كل من سواه، منقطعاً عن كل شبهة في قوة، وعن كل مظنة في رحمة، قاصداً باب الله، دون الأبواب كلها. {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل: 62]
---------
ومن ثم فليس لنا إلا الله وحده، القوي القادر، الفعال بما يريد، الذي بيده ملكوت السموات والأرض، فمن احتمى بحماه أمن، ومن توكل عليه فهو حسبه وملاذه ...
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 648