نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 652
العداء العراقي السني لإيران انسحب بالتدريج على ما تبقى من الشارع العربي، فيما كانت حساسيات أخرى تلوح في الأفق نتج بعضها عن رعونة إيرانية جاءت بدورها بسبب غرور القوة الذي أصابها بعد التطورات اللبنانية والعراقية وصعود الحراك الشيعي في الخليج. ونعني بذلك تحديدا بعض جهود التشييع السخيفة التي قام بها بعض الإيرانيين ومن تبعهم من العرب هنا وهناك على نحو استفز الغالبية السنية.
مؤخرا سمعنا شيخ الأزهر (وهو رجل يتلمس مواقفه بعناية في أكثر الأحيان) يقول صراحة لوفد من حزب الله وإيران إن مسألة التبشير الشيعي في مناطق السنة مرفوضة، مع أن ذلك التبشير لو سُمح به لما زاد الموقف إلا سلبية حيال إيران، ولو صح أن لدى المبشرين الشيعة (إن جاز التعبير) قدرة على إقناع السنة بمقولاتهم، لتشيع سنة إيران الخاضعين بدورهم لدولة قوية. ونتذكر قبل عامين غضبة الشيخ يوسف القرضاوي بسبب هذه القضية. وقناعتي الشخصية أنه لو فتح هذا الباب على مصراعيه من الطرفين، لكانت النتيجة عكسية؛ لأن مقولات المذهب الشيعي ليست قابلة للترويج في أوساط من لم يأخذوها بالوراثة نظرا لطبيعتها الأسطورية، بخاصة مسألة الأئمة والوراثة والإمام الغائب، واعتبارها محور الدين وليست من هوامشه كما ينبغي أن تكون.
اليوم يأتي الموقف من الانتفاضة السورية ليشكل عنصر تحريض أكبر على إيران، وسيزداد الموقف سوءا عندما يعلم الناس أن الدعم الإيراني لحماس مثلا قد توقف عمليا بسبب رفضها الانحياز للنظام في قمعه للانتفاضة الشعبية، الأمر الذي قد يتغير لاحقا تبعا للتطورات في المنطقة.
من المؤكد أن هذه الخسائر الشعبية الإيرانية في الوسط العربي والإسلامي السني لن تكون في صالحها، لا على المدى القريب ولا المتوسط والبعيد، وهي في حاجة لترميم علاقتها بهذا الوسط، وخير لها أن تراهن على أن تكون جارة قوية ومحترمة ومحبوبة، لها قواسم مشتركة مع أبناء الأمة الآخرين، على أن تغامر بالإصرار على دور أكبر من حجمها لن تحصل عليه بأي حال.
التعاون العربي-التركي-الإيراني هو الحل لهذه المعضلة بعيدا عن تصعيد الحساسيات المذهبية التي تضر الجميع، ولا شك أن ملامح استعادة الشارع العربي لقراره السياسي سيجعل أمرا كهذا قريب المنال بعيدا عن سطوة واشنطن ومنظومة الغرب التي تكرس مصلحتها من خلال سياسة «فرق تسد».
http://www.alarab.qa/details.php?iss ... 3&artid=145591
=============
قلت:
هذا التحليل جيد وواقعي نوعاً ما، ولكنه ينطوي كذلك على أشياء غير صحيحة، فإيران التي قامت على الرفض غير قابلة للإصلاح إلا إذا زال هؤلاء الرافضة الذين لا نلتقي معهم على صعيد
والتاريخ يحدثنا بمخازيهم فهم أخطر على أهل السنة والجماعة من كل أعداء الإسلام الصرحاء بما في ذلك الفرق التي انبثقت عن هذا المذهب الشاذ والمنحرف .....
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 652