نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 684
الحمد لله رب العالمين وصلي اللهم على المبعوث رحمة للخلق أجمعين وبعد ..
فقد كثر السؤال عن حكم النازلة التي يعيشها الشعب السوري في ظل الثورة السلمية على السلطة الجائرة التي استباحت الدماء والأعراض وهل يجوز استخدام القوة المسلحة لمواجهة السلطة وكف عدوانها؟
فأقول وبالله التوفيق:
جواز استخدام القوة للقضاء على النظام الأسدي
نعم جائز للشعب السوري استخدام القوة بما في ذلك القوة المسلحة لدفع عدوان السلطة وإسقاطها بالقوة [1]، إن رأى أهل الرأي وقادة الثورة في الداخل ذلك [2]، وإذا تحقق أو ترجح لهم المصلحة في ذلك، ويكون القتال حينئذ جهادا واجبا على الجميع [3]، ويجب على الأمة من ورائهم نصرتهم، بالقوة والمال والرجال [4]، وبالدعم المعنوي سياسيا وإعلاميا، وإن كان أهل الرأي من قادة الثورة يرون بأن المقاومة السلمية هي الأجدى في هذه المرحلة فالواجب الاستمرار بالثورة الشعبية السلمية حتى يسقط النظام، [1] - قلت: يعترض على هذا الأمر أن الشعب أعزل ولا يملك أية أسلحة ليواجه بها هذا النظام الطاغوتي، وإنما الذي يملك القوة هو الدولة فقط، وهذا لا يمكن إلا إذا انشق عنها جزء من الجيش بسلاحه، وعندئذ فمن الواجب على هذا الجيش الدفاع عن المتظاهرين، والمساعدة في القضاء على هذا الطاغية الصنم بأسرع وقت ممكن.
ويمكن لبعض الدول الإسلامية تسليح الجيش السوري الحر الذي انشق عن هذا النظام، وأما بغير ذلك فلا، فلا نريد تدخل أعداء الإسلام من أجل إزاحة الأسد بالقوة ليضعوا علينا طاغية مثله، كما حدث في كثير من بلاد المسلمين وما أمر العراق عنا ببعيد [2] - هذا هو الكلام السليم المنطقي، فلا يجوز لأحد أن يفرض على الشعب السوري ما لا يرغب به [3] - لأنه يكون حينئذ جهاد دفع، وفي جهاد الدفع يجب على كل السوريين مقاتلة هذا الطاغية، كل بحسب وسعه وطاقته، وكل حسب موقعه، بالنفس والمال واللسان والدعاء وكل شيء مادي أو معنوي، انظر: الموسوعة الفقهية الكويتية - وزارة الأوقاف الكويتية (16/ 130) [4] - لقوله تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: 72]، وقوله تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75]
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ ... » صحيح مسلم (4/ 1986) 32 - (2564)
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: " مَنْ أُذِلَّ عِنْدَهُ مُؤْمِنٌ فَلَمْ يَنْصُرْهُ، وَهُوَ يقَدِرُ عَلَى أَنْ يَنْصُرَهُ أَذَلَّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " مسند أحمد ط الرسالة (25/ 361) (15985) حسن
نام کتاب : بحوث ومقالات حول الثورة السورية نویسنده : الشحود، علي بن نايف جلد : 1 صفحه : 684