نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 114
والبطارقة، والقساوسة، باسم الكنيسة، يغفر بمقتضاها لحاملها ما اقترفه من الآثام والخطايا في حياته، مقابل أن يدفع مبالغ للكنيسة وهذا إلى جانب كونه أكلا لأموال الناس بالباطل فهو أيضًا قول على الله بلا علم وافتراء عليه، وتعد على ألوهيته -عز وجل- إذ لا يملك غفران الذنوب والعفو عنها إلا هو سبحانه ولكن القوم ضلوا ضلالا بعيدًا.
ومن صور جور هذه الأمة وعدم عدلها، أن كل فرقة وطائفة منها إذا تسلطت على الفرق الأخرى أذاقتها ألوانا من الظلم والبطش والاضطهاد، ولم ترقب فيهم إلا ولا ذمة، يقول د. أحمد شلبي: (تكرر في تاريخ المسيحية حدث عظيم لم يختلف، وهو التجاء الجانب القوى إلى أعنف وأقسى وسائل الاضطهادات والتعذيب، والتنكيل والحرق، والإفناء يسلطها على الجانب الضعيف .. والعجيب أن المسيحيين اضطهدوا من اليهود والرومان، ونزلت بهم الويلات في القرون الثلاثة الأولى، فلما بدأ جانبهم يشتد رأيناهم ينزلون نفس الويلات بمخالفيهم من أبناء دينهم، ومن أتباع الأديان الأخرى، ومن هنا فنيت مذاهب مسيحية كثيرة كان بعضها في وقت ما له الغلبة في العدد، ولكن تنقصه القوة والسلطان، وكان فناء هذه المذاهب بسبب قوة اليهود والرومان أحيانا، وأحيانا بسبب قسوة فرق مسيحية أخرى قويت واشتدت بالأباطرة وذوي النفوذ) [1].
وهذا مصداق قوله تعالى وتعالى: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [المائدة: 14].
قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: ( ... أي فألقينا بينهم العداوة والتباغض لبعضهم بعضا، ولا يزالون كذلك إلى قيام الساعة، وكذلك طوائف النصارى على اختلاف أجناسهم لا يزالون متباغضين متعادين، يكفر بعضهم بعضا، ويلعن بعضهم [1] المسيحية (237).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 114