responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 133
[2] - وقال معمر (1)
وسفيان الثورى [2]: (إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة فأما التشديد فيحسنه كل أحد) [3].
3 - وقال إبراهيم النخعي [4]: (إذا تخالجك أمران فظن أن أحبها إلى الله أيسرهما) [5] فإن المتأمل لهذه الآثار من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة يلحظ أن هذا المعنى غائب عن واقع وفهم كثير من المسلمين، وقليل منهم من يدرك هذه الحقيقة ويتعامل معها، حيث إنه يوجد هناك من لو سئل عن هذا الأمر لأجاب الإجابة الصحيحة، ولكن عند التأمل في واقعه وتعامله والتزامه ومنهجه لا نجد إلا الإفراط أو التفريط.
والعجب أن بعض هؤلاء كأنه أغير على دين الله من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بل من الله جل وعلا الذي يقول: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [الحج: 78]، ويقول تعالى: (يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة: 185]، ويقول: (يُرِيدُ اللهُ أَن يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا) [النساء:28].
وهذا لا يعني -أيضًا- التفريط والتساهل والتهاون بحجة أن هذا الدين يسر، والتوسعة إلى الشارع لا إلى أهواء الناس ورغباتهم وما ألفوه ودرجوا عليه، فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا جفاء (كلا طرفي قصد الأمور ذميم) ثم إن قضية التيسير والتوسعة قضية منهج متكامل وليست تتعلق بجزئية أو جزئيات كما يتصور بعض الناس.

(1) هو معمر بن راشد أبو عمرو البصري، نزل اليمن، سمع قتادة والزهري، وغيرهما وروى عنه عبد الرازق الصنعاني وغيره، ثقة، ثبت فاضل، مات -رحمه الله-: سنة ثلاث وخمسين ومائة.
انظر: التاريخ الكبير (7/ 378)، وميزان الاعتدال (4/ 154).
[2] هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء في زمانه، مات -رحمه الله-: سنة إحدى وستين ومائة، انظر: الجرح والتعديل (1/ 55)، وتاريخ بغداد (7/ 151).
[3] رفع الحرج (92) انظر: جامع بيان العلم وفضله (285).
[4] هو الإمام التابعي إبراهيم بن يزي بن قيس بن الأسود، أبو عمران النخعي من أكابر التابعين صلاحا وصدقا، ورواية وحفظا للحديث، عاش بالكوفة، وكان إماما مجتهدا له مذهب خاص توفى سنة (96هـ) تهذيب التهذيب (1/ 177)، وحلية الأولياء (4/ 219).
[5] انظر: رفع الحرج (92) والآثار لأبي يوسف (196).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست