نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 140
قال عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله-: (الحكمة: هي العلوم النافعة، والمعارف الصائبة، والعقول المسددة، والألباب الرزينة، وإصابة الصواب في الأقوال والأفعال، ثم قال: وجميع الأمور لا تصح إلا بالحكمة التي هي وضع الأشياء في مواضعها، وتنزيل الأمور منازلها، والإقدام في محل الإقدام، والإحجام في موضع الإحجام) [1].
وقال سيد قطب -رحمه الله-: (القصد والاعتدال وإدراك العلل والغايات، والبصيرة المستنيرة التي تهديه للصالح الصائب من الحركات والأعمال) [2].
وكلامهما في غاية الدلالة على صلة الحكمة بالوسطية.
وقال ابن القيم -رحمه الله-: (وأحسن ما قيل في الحكمة قول مجاهد ومالك: أنها معرفة الحق والعمل به، والإصابة في القول والعمل، وهذا لا يكون إلا بفهم القرآن، والفقه في شرائع الإسلام، وحقائق الإيمان) [3]. وقال في موضع آخر: (هي: فعل ما ينبغي، على الوجه الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي) [4].
وقوله: (على الوجه الذي ينبغي)، من أقوى دلالات الوسطية، وقال في موضع آخر: (الحكمة أن تعطي كل شيء حقه، ولا تعديه حده، ولا تعجله عن وقته، ولا تؤخره عنه) [5].
ونخلص مما سبق: أن الحكمة لابد من اعتبارها عند تحديد معنى الوسطية؛ بل إن الالتزام بالوسطية وعدم الجنوح إلى الإفراط أو التفريط هو عين الحكمة وجوهرها، وذلك أن الخروج عن الوسطية له آثاره السلبية، إما عاجلا، أو آجلا، وهذا يخالف الحكمة وينافيها. [1] انظر: تفسير السعدي (1/ 332). [2] انظر: في ظلال القرن (1/ 312). [3] انظر: التفسير القيم (226). [4] انظر: مدارج السالكين (2/ 479). [5] انظر: مدارج السالكين (2/ 478).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 140