responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 269
ونهى الله المؤمنين عن صفات اليهود فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 104].

النوع الخامس: تحريف الكلام عن مواضعه:
أثبت الله عز وجل على أهل الكتاب هذا النوع من التحريف فقال عز وجل:
{مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [النساء: 46] {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة: 13].
وقال عز وجل: {وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 41] وهذا النوع من التحريف له أربع صور كالتالي:
1 - تحريف التبديل: وهو وضع كلمة مكان كلمة، أو جملة مكان جملة.
2 - تحريف بالزيادة: ويكون بزيادة كلمة أو جملة.
3 - تحريف بالنقص: وهو إسقاط كلمة أو جملة من الكلام المنزل على موسى عليه السلام.
4 - تحريف المعنى: تبقى الكلمة أو الجملة كما هي ولكنهم يجعلونها محتملة لمعنين، ثم يختارون المعنى الذي يتفق مع أهوائهم وأغراضهم [1].
وهذه الصورة لها أمثلة كثيرة من التوراة لا يتسع المقام لذكرها [2].
ومن رحمة الله تعالى وكرمه أنه عندما ذكر ما فعلوه من العظائم دعاهم إلى التوبة، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} [النساء: 47] فلو آمنوا بالله وملائكته وجميع كتبه ورسله لكفَّر عنهم سيئاتهم وأدخلهم الجنة [3].

[1] التوراة دراسة وتحليل للدكتور محمد شلبي شتيوي (83).
[2] انظر: إغاثة اللهفان (2/ 342 - 344).
[3] انظر: تفسير السعدي (319).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست