نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 282
فهذه الآيات تنطق في وضوح ببراءة هارون عليه السلام مما نسبه إليه اليهود، وتشهد بافترائهم وكذبهم وتقولهم على الله عز وجل ورسله ألا بئس ما يزرون.
ورموا نبي الله الأواب سليمان عليه السلام بأنه في أواخر أيامه مال إلى ممالأة نسائه على عبادة الأوثان وبنى لآلهتهن المعابد وأن قلبه مال معهن إلى هذه الآلهة ولم يكن ذلك مخلصًا في إيمانه بربه عز وجل وتجد ذلك في (سفر الملوك الأول) من كتبهم المقدسة [1].
فهذا سليمان النبي الكريم الذي لم يقر ملكة سبأ وقومها على عبادة الشمس والقمر من دون الله، وبذل ما في وسعه لهدايتهم إلى عبادة الله رب العالمين، فأظهر لها من آيات الله التي آتاه ما حدا بها إلى الهداية والإسلام فقالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل: 44] ومع ذلك ينسب إليه اليهود الميل إلى عبادة الأصنام والإذعان لرغبة نسائه في ذلك، سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
2 - نسبتهم لبعض الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام شرب الخمر وارتكاب فاحشة الزنى والقتل فنسبوا إلى أبي الأنبياء نوح عليه السلام أنه شرب الخمر حتى سكر وثمل وانكشفت سوءته ذكر ذلك في (سفر التكوين) [2] هكذا يصور كتاب اليهود المقدس نوحًا عليه السلام الذي مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا يدعوهم إلى الله ليلاً ونهارًا وسرًّا وجهارًا، في صورة فاسق لا يفيق من السكر، قاتلهم الله أنى يؤفكون.
ونسبوا إلى نبي الله لوط عليه السلام الزنى بابنتيه، فقالوا: إن ابنتيه تآمرتا عليه وأسقتاه خمرًا حتى ثمل وزنى بهما وحملتا منه، ذكر ذلك في سفر التكوين [3].
وهذا نبي الله الملك الصالح داود عليه السلام تنسب إليه التوراة المزعومة الزنى بإحدى زوجات قائد من قواد جنوده فخشى افتضاح أمره فاحتال بقتله، وتزوج [1] انظر: سفر الملوك الأول، إصحاح (11) فقرة (4 - 10). [2] وسطية أهل السنة بين الفرق (266). [3] انظر: سفر التكوين، الإصحاح (19)، فقرة (30 - 37).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 282