نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 284
ثم يقيمون سوقًا بقتلهم في آخر الزمان) [1]. ومن أعظم الأنبياء الذين قتلوهم زكريا وابنه يحيى عليهما السلام، فقد أخرج الحاكم [2] عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله عز وجل: {وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ} [آل عمران: 21].
بعث عيسى ابن مريم في اثني عشر رجلاً من الحواريين يعلمون الناس فكان ينهاهم عن نكاح ابنة الأخ وكان ملك له ابنة أخ تعجبه فأرادها وجعل يقضي لها كل يوم حاجة فقالت لها أمها: إذا سألك عن حاجتك فقولي له: أن تقتل يحيى بن زكريا، فقال لها الملك: ما حاجتك؟ فقالت: حاجتي أن تقتل يحيى بن زكريا فقال: سلي غير ذلك فقالت: لا أسأل غير هذا، فلما أتى أمر به فذبح ... ).
وذكر الإمام ابن جرير [3] وغيره قتل بني إسرائيل زكريا عليه السلام كما قتلوا ابنه يحيى، وقد أجمعوا على قتل المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، ولكن الله حفظه من كيدهم، ورفعه إليه، وألقى شبهه على غيره فقتلوه وصلبوه وهم يعتقدون أنهم قتلوا المسيح عليه السلام، كما ذكر ذلك عنهم الحق تبارك وتعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 157 - 158].
ويبدو أن هذا الخلق ظل ملازمًا لهم تجاه أنبياء الله ورسله، ولم يكن ذلك منهم مع أنبيائهم فقط، فقد حاولوا قتل نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، فدسوا له السم صلوات الله عليه وسلامه بغية قتله، وحاول بنو النضير اغتياله بإلقاء الصخرة عليه [4] جريا على عادتهم في الخبث والكيد لرسل الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، كما ثبت في الصحيحين من حديث أنس - رضي الله عنه -: " إن امرأة يهودية أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشاة مسمومة، فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألها عن ذلك؟ فقالت: أردت لأقتلك قال: ما كان الله ليسلطك على ذاك -قال- أو قال: عليّ قال: قالوا: [1] انظر: ابن كثير في تفسيره (1/ 146). [2] هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري توفي سنة (405 هـ) من أكبر علماء الحديث. [3] انظر: جامع البيان، (6/ 284). [4] انظر: ابن هشام، السيرة (2/ 190).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 284