نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 319
عاشرًا: قرن معبوداتهم وشياطينهم في النار:
قال تعالى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ} [الأنبياء: 98 - 99] يقول ابن رجب: (لما عبد الكفار الآلهة من دون الله، واعتقدوا أنها تشفع لهم عند الله، وتقربهم إليه، عوقبوا بأن جُعِلتْ معهم في النار إهانة لهم وإذلالاً، ونكاية لهم وإبلاغًا في حسرتهم وندامتهم, فإن الإنسان إذا قرن في العذاب بمن كان سبب عذابه كان أشد في ألمه وحسرته) [1].
قال القرطبي: (وإنما يجمعان في جهنم؛ لأنهما قد عبدا من دون الله، لا تكون النار عذابًا لهما؛ لأنهما جماد، وإن يفعل ذلك بهما زيادة في تبكيت الكافرين وحسرتهم، وهكذا قال بعض أهل العلم) [2].
ولهذا المعنى يقرن الكفار بشياطينهم ليكون أشد لعذابهم {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} [الزخرف: 36 - 39].
الحادى عشر: حسرتهم وندمهم ودعاؤهم:
عندما يرى الكفار النار يندمون أشد الندم، ولات ساعة مندم: {وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [يونس: 54] وعندما يطلع الكافر على صحيفة أعماله، فيرى كفره وشركه الذي يؤهله للخلود في النارِ, فإنه يدعو بالثبور والهلاك، {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا} [الانشقاق: 10 - 12]. ويتكرر دعاؤهم بالويل والهلاك عندما يلقون في النار، ويصلون حرها: {وَإِذَا [1] التخويف من النار، لابن رجب (105). [2] التذكرة للقرطبي (392).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 319