نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 337
الفصل السابع وسطية القرآن في القضاء والقدر تمهيد:
هذه مباحث في باب القضاء والقدر، ذلك الباب العظيم، الذي لا شك في أنه من أعظم أبواب العقيدة وأهمها، فهو أحد أركان الإيمان الستة التي وردت في حديث جبريل -عليه السلام- ولا يؤمن إنسان على الحقيقة حتى يؤمن به، فالإيمان به تمام التوحيد، كما قال ابن عباس - رضي الله عنه -: (القدر نظام التوحيد، فمن وحد الله وآمن بالقدر تم توحيده، ومن وحد الله وكذب بالقدر نقض توحيده) [1].
(والقدر هو قدرة الله، كما قال الإمام أحمد -رحمه الله-) [2].
فالذي يكذب به مكذب لقدرة الله عز وجل - ومما يدل على أهميته ما يترتب على الإيمان به من عظيم الثمرات على الأفراد والمجتمعات في الدنيا وفي الآخرة، ومما يدل على أهميته أن كتب العقيدة اهتمت به أيما اهتمام، وأطالت في ذكره، والحديث عنه كالإبانة لابن بطة، والشريعة للآجرى، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي، والحجة في بيان المحجة للأصبهاني وغيرها.
ففهم هذا الباب على الوجه الصحيح والإلمام به -ولو على سبيل الإجمال- من الأهمية بمكان، وقد جاء هذا الباب في القرآن الكريم واضحًا وشرحه النبي - صلى الله عليه وسلم - أتم الشرح، وتلقاه الصحابة عنه فكانوا رضوان الله عليهم أعظم الناس فهمًا لحقيقة الإيمان بالقدر، فأثر ذلك فيهم أيما تأثير، فكانوا أشجع الناس، وأكرمهم، وأتقاهم، ثم دب في هذه الأمة داء الأمم، وقد ركبت سنن من كان قبلها، فدخلت الفلسفات اليونانية والهندية وعقائد اليهود المحرفة والنصارى الزائغة إلى بلاد المسلمين، وظهرت بدعة القدرية في البصرة ودمشق، فوقع أول شرك في الأمة وهو [1] مجموع الفتاوى لابن تيمية (3/ 113). [2] المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد (1/ 135).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 337