نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 404
( ... حصول الأعمال وثبوتها لا يكون إلا بنية، فلا حصول أو لا ثبوت لما ليس كذلك، فكل طاعة من الطاعات، وعبادة من العبادات إذا لم تصدر عن إخلاص نية وحسن طوية، لا اعتداد بها ولا التفات إليها؛ بل هي إن لم تكن معصية فأقل الأحوال أن تكون من أعمال العبث واللعب ... " [1].
2 - وفي الحديث الصحيح من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاث لا يغل عليهم قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم ... " [2].
قال ابن القيم: (أي لا يبقي فيه غل، ولا يحمل الغل مع هذه الثلاثة، بل تنفي عنه غله وتنقيه منه، وتخرجه عنه، فإن القلب يغل على الشرك أعظم غل، وكذلك يغل على الغش، وعلى خروجه عن جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة، فهذه الثلاثة تلمؤه غلا ودغلا، ودواء هذا الغل واستخراج أخلاطه بتجريد الإخلاص والنصح ومتابعة السنة) [3].
وفي الحديث القدسي يقول الله تعالى: "أنا أغني الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه غيري، فهو للذي أشرك فيه وأنا منه برئ" [4].
وعن أبي أمامة [5] قال: (جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا شيء"، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله لا يقبل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه" [6].
وعن معاذ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "الغزو غزوان، فأما من غزا ابتغاء [1] أدب الطالب المسمي طلب العلم وطبقات المتعلمين (5). [2] أخرجه ابن ماجه في المقدمة، باب من بلغ علما (1/ 84). [3] مدارج السالكين (2/ 90). [4] رواه مسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب من أشرك في علمه غير الله (6/ 2289). [5] هو صدي بن عجلان بن وهب، أبو أمامة الباهلي، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مختلف في سنة وفاته، قيل: (86هـ)، وقيل: (81هـ)، تهذيب التهذيب (4/ 420). [6] أخرجه النسائي، كتاب الجهاد، باب من غزا يلتمس الأجر والذكر (6/ 25).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 404