responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 411
والرسل: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ) [الصافات: 171].
والمسيح ابن مريم منها خاصة؛ لأنه اتخذ إلها من دون الله -عز وجل-: قال تعالى: (إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) [الزخرف: 59]، (لَن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا للهِ وَلاَ الْمَلاَئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ) [النساء: 172].
ومن وسطية القرآن وحكمته بيانه أن العبودية والعبادة لغير الله هي أعتى أباطيل الجاهليات، وهي ذلك ومهانة للإنسان، لأنها خضوع لغير من يستحق ذلك، وانقياد للمشارك في الوصف: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [الأعراف: 194]، (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ) [النحل: 20]، والدعاء في الآيتين بمعنى العبادة.
لذلك كانت العبودية لله تعالى وحده حقا بموجب الخلق، والرزق، وشمول قدرته وسائر ما تفرد به من صفات الكمال والجلال: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى:11].
فعبادة الله تعالى بهذا الوجه هي الكرامة، والعزة؛ لأنها خضوع في موضعه للمتفرد باستحقاقه، رب الكون ومليكه، وصاحب العظمة والكبرياء، والمتفضل بالعطاء والنعماء.
ولذلك كان هذا الوصف أجل أوصاف التشريف، وقد اختاره الله تعالى لأكرم رسله، في أعظم مواقف تكريمهم، فيقول الله تعالى عن خاتم رسله في مشهد الإسراء: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى) [الإسراء: 1]، وفي مشهد العروج حيث بلغ التكريم أقضاه: (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى) [النجم: 8 - 10].
ومن أجل تحقيق العبودية لله وحده ندد الوحي الإلهي أشد تنديد بعبادة غير الله تعالى، وقرع العابدين والمعبودين -إن رضوا بذلك- وتوعدهم جميعا بخزي الدنيا والآخرة، ومن ذلك:

نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست