responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 421
الناس وعبدوا أنواعا من الآلهة لا يكاد العقل يصدقها. فهناك قوم عبدوا الشمس، كما حكي القرآن عن ملكة سبأ وقومها على لسان هدهد سليمان: (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ) [النمل: 24]، وهناك طائفة عبدت الجن كما قال تعالى: (بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ) [سبأ: 41].
وهناك من عبد الأصنام والأوثان واشتهر بذلك مشركو العرب، ولما فتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة وجد حول البيت ثلاثمائة وستين صنما، فجعل يطعن بسيفه في وجوهها وعيونها ويقول: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) [الإسراء: 81]، وهي تتساقط على رؤوسها، ثم أمر بها فأخرجت من المسجد وحرقت.
وضل اليهود والنصارى عن طريق التوحيد، وزحفت عليهم الوثنيات فأفسدت عليهم دينهم، ونسب اليهود إلى الله ما لا يجوز أن ينس من صفات النقص والندم والتعب، ومر بنا ذلك بالتفصيل وأصبحت النصرانية مزيجا من الخرافات اليونانية والوثنية الرومية والأفلاطونية المصرية، والمهم أن القوم عبدوا المسيح الذي كان من أشد الناس عبادة لله، واعترافا بعبوديته لربه: واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله، ذلك هو الشرك الذي انتشر في الآفاق قبل نزول القرآن، وتلك هي الوثنية الجاهلية التي سيطرت على عقول الناس وأفكارهم وتصوراتهم وعقائدهم.
وجاء الإسلام يدعو إلى عبادة الله وحده، ونبذ عبادة كل ما سواه ومن سواه من الآلهة المزعومين، والأرباب المزيفين، سواء كانوا من البشر أم من الجن أم أي عالم من عوامل المخلوقات العلوية والسلفية إن القرآن الكريم بين التوحيد بأنواعه، توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، الذي هو إفراد الله بالعبادة. إن سر الإسلام - على سعة تعاليمه- يتجلى في دستور الخالد: القرآن الكريم، وسر هذا الدستور يتركز في الفاتحة: أم القرآن والسبع المثاني، وسر هذه الفاتحة يتلخص في هذه الآية الكريمة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة: 5].

نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 421
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست