نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 430
الله ويتقربون به إليه: البعد عن النظافة والتجمل، واعتبار العناية بالجسم ونظافته ونوازعه رجسا من عمل الشيطان [1].
وقد ذكر أبو الحسن الندوي [2] في كتابه صورا للجماعة الرهبانية وغلوها، ما تقشعر منها الجلود، وتفزع القلوب، وتدهش العقول، وهذه الصور -كما يقول الأستاذ الندوي- قليل من كثير جدًا: (وكان بعض الرهبان لا يكتسبون دائما، وإنما يتسترون بشعرهم الطويل ويمشون على أيديهم وأرجلهم كالأنعام: وكان أكثرهم يسكنون في مغارات السباع والآبار النازحة والمقابر، ويأكل كثير منهم الكلأ والحشيش، وكانوا يعدون طهارة الجسم منافية لنقاء الروح ويتأثمون من غسل الأعضاء، وأزهد الناس عندهم وأتقاهم أبعدهم عن الطهارة، وأوغلهم في النجاسات والدنس، وكانوا يفرون من ظل النساء ويتأثمون من قربهن والاجتماع بهن، وكانوا يعتقدون أن مصادفتهن في الطريق والتحدث إليهن -ولو كن أمهات أو أزواجا أو شقيقات- تحبط أعمالهم وجهودهم الروحية).وذكر من هذه المضحكات المبكيات شيئا كثيرا) [3].
ثالثا: التوازن سمة القرآن والسنة النبوية:
وهكذا كانت اليهودية في إغفالها للآخرة وللروح، وهكذا كانت المسيحية في تحقيرها للدنيا والجسد.
فلما جاء الإسلام كانت سمة التوازن والاعتدال في كل الآفاق والنواحي، الاعتدال الذي يليق برسالة عامة خالدة، جاءت لتسع أقطار الأرض، وأطوار الزمان، وتشرع لشتى الأجناس والطبقات والأفراد في مختلف شؤون الحياة، الاعتدال بين أشواق الروح وحقوق الجسد، بين بواعث الدين، ومطالب الدنيا، الاعتدال بين العمل لهذه الحياة والعمل ما بعد الحياة. [1] انظر: العبادة في الإسلام (176). [2] هو العلامة الأستاذ الأديب أبو الحسن الندوي الحسني من علماء الهند ورئيس رابطة علمائها وأدبائها له جهود مشكورة في مجال الدعوة والتأليف وخصوصا في الهند وهو من المعاصرين. [3] ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ (158 - 160).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 430