responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 47
وقد أفاد وأجاد الشيخ عبد الرحمن بن معلا اللويحق في إيضاح حقيقة الغلو وكشف حدوده ومعالمه في رسالته العلمية: الغلو في الدين.
وقسم الغلو إلى أقسام:
أولا: أن منشأ الغلو بحسب متعلقة ينقسم إلى ما يلي ([1]):
أ- إلزام النفس أو الآخرين بما لم يوجبه الله -عز وجل- عبادة وترهبا، ومقياس ذلك الطاقة الذاتية حيث إن تجاوز الطاقة في أمر مشروع يعتبر غلوا، والأدلة على ذلك كثيرة منها:
ما رواه أنس بن مالك [2] -رضي الله عنه- قال: دخل النبي -صلى الله عليه وسلم- المسجد فإذا حبل ممدود بين ساريتين فقال: "ما هذا الحبل؟ " فقالوا: هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت به، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "حلوه ليصل أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليرقد" [3].
قال ابن حجر -رحمه الله- في شرحه لهذا الحديث: وفيه الحث على الاقتصاد في العبادة، والنهي عن التعمق فيها [4].
ب- تحريم الطيبات التي أباحها الله على وجه التعبد، أو ترك الضرورات أو بعضها ومن أدلة ذلك قصة النفر الثلاثة، حيث روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألون عن عبادته فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدًا، قال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا.

[1] الغلو في الدين (83).
[2] هو أنس بن مالك الأنصاري، ثالث الرواة المكثرين من الصحابة، فقد روى (2286) حديثا وهو خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأمه أم سليم الأنصارية، قال فيه أبو هريرة -رضي الله عنه- ما رأيت أحدًا أشبه صلاة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ابن أم سليم، وقال فيه ابن سيرين: أحسن الناس صلاة في الحضر والسفر. توفى عام (93هـ): انظر: طبقات ابن سعد (7/ 10) تهذيب ابن عساكر (3/ 139).
[3] رواه البخاري: كتاب التهجد، باب ما يكره من التشدد في العبادة (2/ 61 رقم 1150).
[4] فتح الباري، كتاب التهجد، باب ما يكره من التشدد في العبادة (3/ 7).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست