responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 486
السادس عشر: اقترانه بمقامات الإسلام، والإيمان، كما قرنه الله سبحانه باليقين وبالإيمان، وبالتقوى، والتوكل، وبالشكر، والعمل الصالح والرحمة.
ولهذا كان الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له، كما أنه لا جسد لمن لا رأس له، وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- "خير عيش أدركناه بالصبر"، وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه: "من يتصبر يصبره الله" [1].
وفي الحديث الصحيح: "عجبا لأمر المؤمن: إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرًا له [2]، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له، وأمر عند ملاقاة العدو بالصبر، وأمر بالصبر عند المصيبة، وأخبر: "أنه يكون عند الصدمة الأولى" [3].
أرفع الصبر ما كان اختيارًا "والصبر" في اللغة: الحبس والكف، ومنه قتل فلان صبرا: إذا أمسك وحبس، ومنه قوله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) [الكهف: 28]. أي أحبس نفسك معهم [4].
فالصبر حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوي، وحبس الجوارح عن التشويش، وهو ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، صبر عن معصية الله، وصبر على امتحان الله، فالأولان: صبر على ما يتعلق بالكسب، والثالث: صبر على ما لا كسب للعبد فيه [5].
وكان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها أكمل من صبره على إلقاء إخوته له في الجب، وبيعه وتفريقهم بينه وبين أبيه، فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختيار لا كسب له فيها، ليس للعبد فيها غير الصبر، وأما صبره عن المعصية فصبر اختيار ورضا، ومحاربة للنفس [6].

[1] صحيح البخاري، كتاب الرقاق، (7/ 234، رقم 6470).
[2] رواه مسلم (2999).
[3] صحيح البخاري، كتاب الجنائز، باب الصبر عن الصدمة الأولى (2/ 105 رقم 1302).
[4] تهذيب مدارج مسالكين: (2/ 561).
[5] تهذيب مدارج مسالكين: (2/ 561).
[6] تهذيب مدارج مسالكين: (2/ 562).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 486
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست