responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 498
قال تعالى: (وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) [هود: 113]، فيصيبكم لفحها: (وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ) [هود: 113]، أي ما لكم من مانع يمنعكم من عذاب الله: (ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ) [هود: 113] لا تمنعون من عذابه.
2 - ذم خلق الكبرياء:
ومن وسطية القرآن ذم الأخلاق السيئة، وحث الناس على تركها وتخويفهم من فعلها، ومن أمثلة الأخلاق التي حذر القرآن من فعلها الكبرياء وجعلها رذيلة من الرذائل الاجتماعية لكونها تغرس الفرقة والعداوة بين الأفراد فتقضي على التعاون والمحبة بينهم.
والكبرياء لا تصرفنا عن محبة بعضنا البعض فقط، بل وتجعل إصلاح بعضنا لبعض أمرًا عسيرا، وذلك بتعامي المتكبر عن نقائصه وعيوبه، وتقدير نفسه فوق قدرها، وصم أذنيه عن سماع كل حديث فيه نقدا بناء لشخصه، ويفرح لكل حديث فيه مدح وتملق من مادحيه، لأن من أعجبته نفسه أبي أن يسمع النصيحة من غيره فيكون ذلك حائلا بينه وبين الاستفادة من علم العلماء واقتباس الفضيلة من الفضلاء فينزل إلى هوة من الجهل والضلال.
لهذا كان من سنة الله أن صرف قلوب المتكبرين عن سماع ما أنزل على رسله من البينات والهدى؛ لأن هؤلاء المتكبرين كتب الله عليهم الضلالة التي تؤدي بهم إلى غضبه وذلك من جراء كبريائهم، قال تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً) [الأعراف: 146].
والقرآن يخبرنا أن المستكبرون كانوا أعصى الناس على الاستجابة لدعوة الرسل، لهذا حكى الله عن قوم نبيه صالح -عليه السلام- قال تعالى: (قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ) [الأعراف: 75 - 76].

نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 498
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست