responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 509
وقال رشيد رضا في تفسير قوله تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) ولا يحاسبها إلا على ما كلفها، والتكليف هو الإلزام بما فيه كلفة، والوسع ما تسعه قدرة الإنسان من غير حرج ولا عسر، وقال بعضهم: هو ما يهل عليه من الأمور المقدور عليها، وهو ما دون مدى طاقته، والمعنى: أن شأنه تعالى وسنته في شرع الدين ألا يكلف عباده ما لا يطيقون [1].
وخلاصة القول: أن هذه الآيات تقرر منهج الوسطية في التكليف، فهناك أوامر ونواهي، ولكنها في حدود الوسع، وعدم المشقة، وليس فيها تضييق وعسر وإحراج.
3 - ومما يؤكد ويقرر منهج الوسطية في التشريع والتكليف الآيات التي وردت برفع الحرج كقوله تعالى: (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ و) (مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ) [المائدة: 6].
وقوله تعالى: (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [الحج: 78].
وقوله: (مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللهُ لَهُ) [الأحزاب: 38].
ومثل ذلك الآيات التي جاءت تنفي الحرج عن فئة معينة، كقوله في سورة الفتح: (لَيْسَ عَلَى الأعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ) [الفتح: 17].
وبعد أن بين سبحانه جواز الزواج من زوجة الابن المتبني حيث زواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من زينب (2)
بعد طلاق زيد [3] لها، قال سبحانه: (لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا) [الأحزاب: 37].
قال الدكتور صالح بن حميد: (إن رفع الحرج، والسماحة والسهولة راجع إلى الوسط والاعتدال، فلا إفراط ولا تفريط، فالتنطع والتشديد حرج في جانب عسر

[1] انظر: تفسير المنار (3/ 145).
(2) هي زينب بنت جحش ابنة عمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زوجها الله لنبيه من غير ولي ولا شاهد، وكانت أسرع أمهات المؤمنين لحوقا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته، وكانت من سادات النساء دينا وورعا وجودًا ومعرفة.
انظر سير أعلام النبلاء (2/ 211).
[3] هو زيد بن حارثة بن شراحبيل بن عامر بن النعمان الأمير الشهيد المسمى في سورة الأحزاب أبو أسامة الكلبي، سيد الموالي، توفى في غزوة مؤتة عام (8هـ)، انظر: سير أعلام النبلاء (1/ 220).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 509
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست