responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 55
قال الطبري -رحمه الله-: يقول: على ما ضيعت من العمل بما أمرني الله به، وقصرت في الدنيا في طاعة الله [1].
وقال القاسمي -رحمه الله-: (يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطَتُ) أي قصرت (فِي جَنْبِ اللهِ) أي في جانب أمره ونهيه [2].
هذا تفسير الآيات التي ورد فيها ما يدل على التفريط، ومن خلال أقوال المفسرين تبين أنها تدل على الترك والتهاون والتقصير والتضييع مع اختلاف بسيط بين مدلول هذه المعاني وكلها في مقابل الإفراط والغلو.
ثانيا: الجفاء:
فقال ابن فارس -رحمه الله-: الجيم والفاء والحرف المعتل يدل على أصل واحد: نبو الشيء عن الشيء، من ذلك: جفوت الرجل، جفوة، وهو ظاهر الجفوة، أي الجفاء، وجفاء السرج عن ظهر الفرس، وأجفيته أنا. وكذلك كل شيء إذا لم يلزم شيئا، يقال: جفا عنه يجفو.
والجفاء: خلاف البر، والجفاء: ما نفاه السيل، ومنه اشتقاق الجفاء [3].
وقال ابن منظور [4]: جفا الشيء يجفو جفاء وتجافي: لم يلزم مكانه، كالسرج يجفو عن الظهر وكالجنب يجفو عن الفراش، وفي التنزيل: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) [السجدة:16] وفي الحديث: "اقرؤوا القرآن ولا تجافوا عنه" [5] أي تعاهدوه ولا تبتعدوا عن تلاوته.
وفي الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار" [6].

[1] انظر: تفسير الطبري (24/ 19).
[2] تفسير القاسمي: (14/ 5146).
[3] انظر: مقاييس اللغة، كتاب الجيم، باب الجيم والفاء، مادة جفو (1/ 465).
[4] انظر: لسان العرب، فصل الجيم، باب جفا (1/ 49).
[5] أخرجه أحمد في المسند (3/ 428، 444) وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع رقم (1168).
[6] أخرجه الترمذي كتاب الصلة والبر، باب ما جاء في الحياء (4/ 320 رقم 2009).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست