نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 70
منه بيان علة تلك الخيرية، كما تقول: زيد كريم، يطعم الناس ويكسوهم، ويقوم بما يصلحهم.
وتحقيق الكلام أنه ثبت في أصول الفقه أن ذكر الحكم مقرونا بالوصف المناسب له يدل على كون ذلك الحكم معللا بذلك الوصف، ههنا حكم تعالى بثبوت وصف الخيرية لهذه الأمة، ثم ذكر عقيبه هذا الحكم وهذه الطاعات، أعنى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإيمان، فوجب كون تلك الخيرية معللة بهذه العبادات [1].
وقد وردت بعض الأحاديث التي تدل على خيرية هذه الأمة منها:
1 - روى الترمذي في تفسيره لهذه الآية أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله" [2].
2 - وقال -صلى الله عليه وسلم-: "أعطيت ما لم يعط أحد من الأنبياء"، فقلنا: يا رسول الله ما هو؟ فقال: "نصرت بالرعب، وأعطيت مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل التراب لي طهورا، وجعلت أمتي خير الأمم" [3].
فهذه الأحاديث مع آية آل عمران تبين خيرية هذه الأمة، التي جعلها الله أمة وسطا، وقد جمع المفسرون بين معنيي الخيرية والوسطية، حتى جاء أحدهما تفسيرًا للآخر، كما مر معنا، ولأهمية بيان معنى الخيرية، سأذكر أبرز أوجه هذه الخيرية ليتضح لنا معنى الوسطية. [1] انظر: تسير المنار (4/ 60). [2] أخرجه الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب سورة آل عمران (5/ 211 رقم 3001) قال الترمذي: هذا حديث حسن، ووافقه الشيخ الألباني -رحمه الله- كما في المشكاة رقم (6285). [3] أخرجه أحمد (1/ 98، 158) قال الهيثمي في مجمع الزوائد: (1/ 265 - 266) وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل، وهو سيئ الحفظ، قال الترمذي: صدق، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت محمد بن إسماعيل - يعني البخري-يقول: كان أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم، والحميدي يحتجون بحديث ابن عقيل: قلت: فالحديث حسن، والله اعلم.
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 70