نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 90
وقيل: المراد بالسبق: إحراز فضيلة اليوم السابق بالفضل وهو يوم الجمعة، ويوم الجمعة وإن كان مسبوقا بسبت قبله أو أحد لكن لا يتصور اجتماع الأيام الثلاثة متوالية إلا ويكون يوم الجمعة سابقا) [1].
وظاهر الحديث يشمل الأمرين، فقد نص على سبقها يوم القيامة، كما هو نص في سبقها في الاهتداء لأفضل الأيام الذي هو يوم الجمعة مع تأخرها عن اليهود والنصارى في الزمان والله تعالى أعلم، وهي كذلك أول الأمم دخولا الجنة، مع كونها آخر الأمم زمانا، وذلك من تكريم الله لها، وتفضيله إياها، يقول -صلى الله عليه وسلم- في ذلك: "نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، ونحن أول من يدخل الجنة" [2].
الوجه التاسع: كونها أكثر أهل الجنة:
لما كانت هذه الأمة أكثر الأمم استجابة للرسل صلوات الله وسلامه عليهم، حتى كان -صلى الله عليه وسلم- أكثر الأنبياء تابعا، امتازت بأنها أكثر من يدخل الجنة من الأمم، وفي ذلك دلالة جلية على فضلها وخيريتها.
يقول -صلى الله عليه وسلم-: "أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة"؟ قلنا: نعم. قال: "أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة"؟ قلنا: نعم. قال: "أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة؟ " قلنا: نعم. قال: "والذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر" [3]، وبذلك اتضحت لنا أوجه الخيرية لهذه الأمة، وبينا معنى من معاني الوسطية ألا وهو الخيرية. [1] انظر: فتح الباري (2/ 354). [2] أخرجه مسلم، كتاب الجمعة، باب هداية هذه الأمة ليوم الجمعة، (2/ 585) رقم (855). [3] أخرجه البخاري: كتاب الرقاق، باب كيف الحشر (11/ 378) رقم الحديث (6528).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 90