نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 99
قال: خرج علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إلى السوق فإذا هو بنصراني يبيع درعا قال: فعرف علي -رضي الله عنه- الدرع، فقال: هذه درعي، بيني وبينك قاضي المسلمين، قال: وكان قاضي المسلمين شريح، كان علي -رضي الله عنه- استقضاه، قال: فلما رأي شريح أمير المؤمنين قام من مجلس القضاء وأجلس عليا -رضي الله عنه- في مجلسه، وجلس شريح قدامه إلى جانب النصراني، فقال له علي -رضي الله عنه- يا شريح لو كان خصمي مسلما لقعدت معه مقعد الخصم، ولكني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لا تصافحوهم ولا تبدؤهم بالسلام، ولا تعودوا مرضاهم، ولا تصلوا عليهم، ولجوهم إلى مضايق الطريق، وصغروهم كما صغرهم الله" [1].
اقض بيني وبينه يا شريح فقال شريح: ما تقول يا أمير المؤمنين؟ قال: ف قال علي -رضي الله عنه- هذه درعي ذهبت مني منذ زمان قال: فقال شريح: ما تقول يا نصراني؟ [2].
قال: فقال: ما أكذب يا أمير المؤمنين الدرع هو درعي، فقال شريح: ما أرى أن تخرج من يده فهل من بينة؟ فقال علي -رضي الله عنه- صدق شريح. قال: فقال النصراني: أما أنا أشهد أن هذه أحكام الأنبياء أمير المؤمنين يجيء إلى قاضيه، وقاضيه يقضي عليه، هي والله يا أمير المؤمنين درعك، اتبعتك من الجيش وقد زالت عن جملك الأورق، فأخذتها، فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، قال: فقال علي -رضي الله عنه- أما إذا أسلمت فهي لك، وحمله على فرس عتيق، قال فقال الشعبي: لقد رأيته يقاتل المشركين) [3].
ويبين لنا هذا النص كيف كان قضاة المسلمين يصدرون أحكامهم العادلة فيما يعرض عليهم من قضايا في حرية تامة ولا تأخذهم في إقامة العدل لومة لائم، القوى والضعيف، الحكم والمحكوم، المسلم والذمي، الراعي والمرعي، الأمير والحقير كل أمام القضاء سواء. لذا حكم القاضي شريح على أمير المؤمنين -رضي الله عنه- للنصراني [1] السنن الكبرى، كتاب آداب القاضي (10/ 136). [2] وفي رواية أن خصم علي -رضي الله عنه- يهودي: انظر: الحلية لأبي نعيم (4/ 139). [3] السنن الكبرى، كتاب آداب القاضي، باب إنصاف الخصمين (10/ 136).
نام کتاب : الوسطية في القرآن الكريم نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 99