responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العصبة المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 187
المشركون يظنون أنهم مهتدون على دين أبيهم إبراهيم! حتى لكان أبو جهل - وهو أبو جهل - يستفتح على اللّه، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَيْرٍ الْعُذْرِيِّ؛ أَنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ:اللَّهُمَّ أَقْطَعُنَا لِلرَّحِمِ،وَآتَانَا بِمَا لاَ يُعْرَفُ،فَأَحِنْهُ الْغَدَاةَ،قَالَ:فَكَانَ ذَلِكَ اسْتِفْتَاحًا مِنْهُ،فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ،وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} الآيَةَ [1].
فأما تلك الأصنام التي عرف أنهم يعبدونها، فما كان ذلك قط لاعتقادهم بألوهية لها كألوهية اللّه - سبحانه - ولقد صرح القرآن الكريم بحقيقة تصورهم الاعتقادي فيها وبسبب تقديمهم الشعائر لها في قوله تعالى: «وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى» .. فهذا كان مبلغ تصورهم لها .. مجرد شفعاء عند اللّه .. وما كان شركهم الحقيقي من هذه الجهة ولا كان إسلام من أسلم منهم متمثلا في مجرد التخلي عن الاستشفاع بهذه الأصنام. وإلا فإن الحنفاء، الذي اعتزلوا عبادة الأصنام هذه وقدموا الشعائر للّه وحده ما اعتبروا مسلمين! إنما تمثل الإسلام في الاعتقاد والشعائر وإفراد اللّه سبحانه بالحاكمية. والذين لا يفردون اللّه سبحانه بالحاكمية - في أي زمان وفي أي مكان - هم مشركون. لا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا اللّه - مجرد اعتقاد - ولا أن يقدموا الشعائر للّه وحده ..
فإلى هنا يكونون كالحنفاء الذين لم يعتبرهم أحد مسلمين - إنما يعتبر الناس مسلمين حين يتمون حلقات السلسلة، أي حين يضمون إلى الاعتقاد والشعائر، إفراد اللّه سبحانه بالحاكمية، ورفضهم الاعتراف بشرعية حكم أو قانون أو وضع أو قيمة أو تقليد لم يصدر عن اللّه وحده .. وهذا وحده هو الإسلام، لأنه وحده مدلول شهادة: أن لا إله إلا اللّه وأن محمدا رسول اللّه كما عرف هذا المدلول في الاعتقاد الإسلامي وفي الواقع الإسلامي سواء! .. ثم أن يتجمع هؤلاء الذين يشهدون أن لا إله إلا اللّه على هذا النحو وبهذا المدلول في تجمع حركي بقيادة مسلمة وينسلخوا من التجمع الجاهلي وقيادته الجاهلية! وهذا ما ينبغي أن يتبينه الذين يريدون أن يكونوا «مسلمين» فلا تخدعهم عن حقيقة ما

[1] - مصنف ابن أبي شيبة -دار القبلة [20/ 308] (37829) صحيح
نام کتاب : العصبة المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست