responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العصبة المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 90
يتمسكون بالحق وبه يعدلون
إن منهم أمة يستمسكون بالحق، ويدعون الناس إليه، ويحكمون به ولا ينحرفون عنه .. وأمة - على الضد - ينكرون الحق، ويكذبون بآيات اللّه! فأما الأولون فيقرر وجودهم في الأرض وجودا ثابتا لا شك فيه وهم حراس على الحق حين ينحرف عنه المنحرفون، ويزيغ عنه الزائغون وحين يكذب الناس بالحق وينبذونه يبقون هم عليه صامدين. وأما الآخرون فيكشف عن مصير لهم مخيف، وكيد للّه إزاءهم متين: «وَمِمَّنْ خَلَقْنا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ، وَبِهِ يَعْدِلُونَ. وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ. وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ» ..
وما كانت البشرية لتستحق التكريم لو لم تكن فيها دائما - وفي أحلك الظروف - تلك الجماعة - التي يسميها اللّه «أمة» بالمصطلح الإسلامي للأمة وهي: الجماعة التي تدين بعقيدة واحدة وتتجمع على آصرتها، وتدين لقيادة واحدة قائمة على تلك العقيدة - فهذه الأمة الثابتة على الحق العاملة به في كل حين، هي الحارسة لأمانة اللّه في الأرض، الشاهدة بعهده على الناس، التي تقوم بها حجة اللّه على الضالين المتنكرين لعهده في كل جيل.
ونقف لحظة أمام صفة هذه الأمة: «يَهْدُونَ بِالْحَقِّ. وَبِهِ يَعْدِلُونَ» ..
إن صفة هذه الأمة - التي لا ينقطع وجودها من الأرض أيا كان عددها - أنهم «يَهْدُونَ بِالْحَقِّ» .. فهم دعاة إلى الحق، لا يسكتون عن الدعوة به، وإليه، ولا يتقوقعون على أنفسهم ولا ينزوون بالحق الذي يعرفونه. ولكنهم يهدون به غيرهم. فلهم قيادة فيمن حولهم من الضالين عن هذا الحق، المتنكرين لذلك العهد ولهم عمل إيجابي لا يقتصر على معرفة الحق إنما يتجاوزه إلى الهداية به والدعوة إليه والقيادة باسمه.
«وبه يعدلون» .. فيتجاوزون معرفة الحق والهداية به إلى تحقيق هذا الحق في حياة الناس والحكم به بينهم، تحقيقا للعدل الذي لا يقوم إلا بالحكم بهذا الحق .. فما جاء هذا الحق ليكون مجرد علم يعرف ويدرس.

نام کتاب : العصبة المؤمنة بين عناية الرحمن ومكر الشيطان نویسنده : الشحود، علي بن نايف    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست