نام کتاب : الصراع الفكري في البلاد المستعمرة نویسنده : مالك بن نبي جلد : 1 صفحه : 94
مسلمة، وأنها تقضي صلاتها في جامع كذا، ثم تسألك هل أنت مسلم؟ وهكذا يتسع الحديث، وفي النهاية تسألك عن كتاب هو أحد كتبك وأنت لم تشر بنصف كلمة إلى شخصيتك كاتباً.
ولا يستطيع من له بعض التجربة في هذا الموضوع، أن يفسر هذه المحاورة الغريبة على أنها مجرد مصادفة كلامية، ومن طرف هذه السيدة الأنيقة، التي أتت تسأل عن طريقها فقط.
ومما يزيد في ريبتك هو أنك خلال حديثك مع السيدة، قد لاحظت أن عدسة تصوير بدأت تستعد على الرصيف الآخر، لالتقاط صورتك مع هذه السيدة التركية اليونانية.
فلا يبقى شك في ذهنك بأنك في فصل من فصول الصراع الفكري، وأن وراء حديث السيدة عن صلواتها وأسفارها وعما كتب عن القرآن، وراء كل هذا غاية أخرى.
أي غاية يا ترى؟
إنه سؤال يبقى للأسف بلا جواب، لأنك لا تعلم الغيب، وليس لديك من وسائل المعرفة والوصول إلى الحقيقة إلا التفسير والتأويل على ضوء تجربتك ... وهذا الطريق غير معصوم من الخطأ إن لم تسنده وسائل أخرى ليست في يدك ...
ولا يبقى لك إذن لمواجهة هذه المحاولات- التي تفهمها، دون أن يقنعك فهمها لا يبقى إلا رد فعل واحد: أن تلزم بيتك ولا تخرج منه إلا عند الضرورة القصوى ...
وتشعر إذن أنك الفرد الذي يواجه الجهاز الضخم، أنك الإنسان المركب من
نام کتاب : الصراع الفكري في البلاد المستعمرة نویسنده : مالك بن نبي جلد : 1 صفحه : 94