نام کتاب : الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب نویسنده : الخطيب، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 141
- 2 -
من الظلمات إلى النور:
وإنه لكي يخرج النور من أحشاء الظلام، ولكي يتخلص الحق من شوائب الباطل، كان لا بد من آلام ومعاناة أشبه بآلام المخاض ومعاناته، لتستقبل الحياة مولودا من مواليدها، الذي يزداد به نبت الحياة ويكثر عطاؤها. ولهذا فإنه ما كاد الإمام محمد بن عبد الوهاب يؤذن في قومه بكلمة التوحيد ويدعوهم إلى الخروج مما هم فيه من ضلال وتيه عن الله وبعد عن دينه -ما كاد الشيخ يهتف بقومه: أن عودوا إلى الله واهجروا ما أنتم فيه من شرك به، حتى تداعى عليه الناس من العوام، وأشباه العوام من جهلة العلماء، يرمونه بالمروق من الدين، ويرجمونه بالمنكر من القول، ويتنادون بالتآمر عليه، ونصب الشباك له، والوقوف في وجه دعوته ولو بالسيف!! وكان الشيخ -ومعه آل سعود- كلما تخطى عقبة في سبيل دعوته، واجهته عقبات، وكلما حرر منطقة من أسر الشرك، تألبت عليه المناطق التي حولها، واشتد حنقها وسعارها، وتعاقدت على الهجوم عليه قبل أن يهجم هو ومن معه عليها.. وهكذا أخذت دائرة الصراع تتسع وتتسع، حتى كادت تشمل العالم الإسلامي كله من السلاطين والأمراء، والحكام، والعلماء، والعامة.. من لم يدخل المعركة ضده بالسيف، دخل بالرأي المخادع، وبالكلمة الباطلة، إثارة للغبار والدخان في وجه الدعوة وداعيتها، ومن يناصره.
-3-
والذي يعنينا من هذا الصراع المحتدم بين دعوة التوحيد وأنصارها من جهة وبين أعدائها والشانئين لها من جهة أخرى -الذي يعنينا من هذا في هذا المقام ليس هو الصراع الذي كان مجاله ميادين القتال، وما ضحى الأنصار في سبيلها من أنفس
نام کتاب : الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب نویسنده : الخطيب، عبد الكريم جلد : 1 صفحه : 141