نام کتاب : الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم نویسنده : الطويل، يوسف جلد : 1 صفحه : 198
سيف غير إنسان". [1] هذا جزء بسيط جداً مما ورد بالتوراة الحاقدة من صنوف الدمار واللعنات، المشبعة بالحقد والكراهية وبرائحة الدم والانتقام على آشور العراق لأنها سبت اليهود، أما بابل فنصيبها أكبر والحقد عليها أقوى، وشوق اليهود والأصوليين المسيحيون للانتقام منها أعظم وأشد .. !!
الحقد على بابل
يقول حزقبال على لسان يهوه: "إني أجازي بابل وجميع سكان أرض الكلدانيين بكل شرهم، وها أن ذا عليك أيها الجبل المفسد يقول الرب، الذي يفسد كل الأرض، فأمد يدي عليك أدحرجك من الصخور، وأجعلك جبلاً متوقداً، بل تكون أخربة أبديه". أما لماذا هذه الحقد والكراهية التي صبها أحبار اليهود على بابل، فالجواب بسيط ويعود إلى حادثة السبي البابلي. فمن المعروف انه بعد زوال الدولة الآشورية بسقوط نينوى سنة 612، تأسست على أثرها الدولة البابلية التي دام حكمها 73، حيث تم في عهدها تدمير مملكة يهودا وسبى اليهود إلى بابل [2].
ففي العام 598 م، استولى نبو خذ نصر ملك الكلدان على القدس بعد حصار دام ثلاثة اشهر، فكان رفيقاً متسامحاً في تعامله مع اليهود المهزومين لدرجة انه لم يقرب معبدهم، واكتفى أن اخذ الملك اليهودي يهواشين وحاشيته إلى نفي مريح في بابل، مع تكريمهم، ولكن سدقياً الملك اليهودي الجديد الذي عينه البابليون في القدس، ثار مرة ثانيه على أسياده، وتحالف مع ملك مصر ضد البابليين، مما اغضب نبوخذ نصر غضباً شديداً، فجاء هذه المرة بنفسه وحاصر القدس واستولى عليها، ودمر المعبد واخذ سدقيا والكثير من كبار القوم إلى بابل مكبلين بالحديد، ولم يترك بالقدس سوى فقراء اليهود، ثم استمر الآسر البابلي كما صار يعرف ـ ثمانية واربعين عاماً. وقد تركت هذه الحادثة أثراً بليغاً على اليهود، واليهودية كدين حيث تم خلال فتره الأسر البابلي صياغة كثير من العقائد اليهودية، وبالذات عقيدة المسيح المنتظر، الذي سيعيد بناء مملكة إسرائيل، ويحاكم أعداء إسرائيل وينتقم من أمم [1] المسيح القادم .. مسيح يهودي سفاح - جورجي كنعان - ص143 - ط 1/ 2004 - دار الطليعة - بيروت [2] العرب واليهود في التاريخ - د. احمد سوسة - ص662
نام کتاب : الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم نویسنده : الطويل، يوسف جلد : 1 صفحه : 198