نام کتاب : الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم نویسنده : الطويل، يوسف جلد : 1 صفحه : 209
واليبوسيين والفينيقيين قد خرجوا من جزيرة العرب. وقد كانت هجرة الكنعانيين واسعة في تلك الفترة بحيث أصبحوا السكان الأساسيين للبلاد، وقبل قدوم العبرانيين اليهود بمئات السنين.
اما العبريون فهم قبائل سامية تحدرت من شبه الجزيرة العربية وراحت ترتحل، شأنها شأن سائل القبائل، لتجوب منطقة الهلال الخصيب من بلاد ما بين النهرين إلى مصر لتستقر آخر الامر في فلسطين وتتحضر بعد استقرارها واتصالها بالثقافة الكنعانية. فهم موجة من موجات الهجرات الآرامية الكبرى، حيث ان بعض الآراميين لم يجدوا أرضاً لهم طوال مدة مديدة في تلكم الساحة التى انداحت فيها موجتهم أى فيما بين النهرين وسورية ومصر وفلسطين، فتحولوا إلى طبقه هامشيه لا ارض لهم و يؤجرون أنفسهم لأى عمل ... وهم يشكلون أحياناً كتائب مسلحة مرتزقة لخدمة الأمراء أو يؤلفون عصابات تقطع الطرق وتنشر الرعب في قلوب الضعفاء، ولهذا اطلق عليهم الـ (عبيرو) التى ترد في المدونات للمصرية [1]. والخابيرو أو العابيرو، كلمة كلدانية تعني عابري الحدود أو المرتزقة. يقول فيليب حتي: "الخابيرو ليس اسماً عرقياً وإنما تسمية أطلقت على جماعات من الرحل والأجانب والأشقياء المستعدين للانضمام إلى صفوف أي جيش لقاء أجر أو بدافع الحصول على الغنائم" [2].
ولقد كان (سيناريو) هذه الهجرات هو نفسه دائماً، فالغزاة الرحل سواء منهم العموريون والآراميون والعبريون والأنباط ينتقلون في الهلال الخصيب من حياة الترحل إلى حياة الحضر متمثلين الحضارة الكنعانية الاصلية ليرفدوا هذه الحضارة عبر كل موجة بما لدى البداوة من فضائل [3]. فبنو اسرائيل بعد توغلهم في [1] في الخطاب والمصطلح الصهيوني (دراسة نظرية وتطبيقية) - د. عبد الوهاب المسيري - ص 158 - دار الشروق- الطبعة الأولى 2003 [2] تاريخ سورية ولبنان وفلسطين- فيليب حتي - ج1 ص173، وراجع أيضاً كتاب العرب الساميون والعبرانيون وبنو إسرائيل ـ د. احمد داوود - طباعة دار المستقبل /دمشق- ط1 1991. [3] فلسطين ارض الرسالات السماوية - روجيه جارودي - ترجمة قصي اتاسي- ميشيل واكيم - دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر - طبعة 1991 - ص26
نام کتاب : الحملة الصليبية على العالم الإسلامي والعالم نویسنده : الطويل، يوسف جلد : 1 صفحه : 209