نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 102
التدريس والتفهيم، ولكن أذنوا لها بالأول، في تحفيظ القرآن غيبا على شرط أن يكون عن غير فهم، ثم تدرجوا بعد قليل إلى منع التحفيظ الببغائي نفسه، إلا بإذن لا يحصل عليه الراغبون إلا بشروط، هي أقسى وأمنع من شروط الزواج بجارية بنت سلطان، ثم توجه إلى لغة الإسلام العربية، فجردوها من كل حرمة وكرامة، وجعلوها لغة أجنبية غير مرغوب فيها لا حول لها ولا قوة.
فعلوا كل ذلك وأكثر من ذلك، لأجل أن يقضوا على دين الإسلام في الجزائر، ولكن فاتهم أن الذي فعلوه، أمام طبيعة عناد الجزائريين وصلابة المقاومة في أصول أخلاقهم، إنما هو عامل تثبيت، لذلك الإسلام في نفوسهم، وذلك ما قد حصل بالفعل، فلقد تعصب الجزائريون لدينهم أشد التعصب، وتحدوا كل القوانين المسنونة ضدهم، فمارسوه في بيوتهم سرا وفي شوارعهم علنا، وفي جبالهم وسهولهم وفي مساجد أقاموها من جديد لهم، ودخلوا السجون، وسيقوا إلى المعتقلات، ودفعوا أفدح الغرامات، لأجل مخالفتهم القوانين المحاربة الدين، وأخيرا وليس آخرا، راح الجزائريون يطمعون في نشر الإسلام بداخل فرنسا نفسها، فنقلوا الدعوة إلى عقر ديارها، وفتحوا في قلب باريس نفسها وفي غيرها من أمهات مدن فرنسا، ذهاء ثلاثين مركزا لتدريس الإسلام، وممارسة تعاليمه، فكان يغشاها عشرات الألوف من أبناء الجزائر ومن أبناء الافرنسيين، وإني بهذه المناسبة أشهد الله، أننا وجدنا في الشعب الفرنسي، داخل بلاده، أحرارا كثيرين، لا أثر للتعصب فيهم، ونرجو مخلصين أن يتغلبوا على المتعصبين الحاقدين يوما، فيخدمون بذلك فرنسا والإنسانية.
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 102