نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 108
والقنبلة وسائر أنواع الأسلحة والذخائر، ليس لها دين ولا مذهب، إنما لها صولة فقط والثائر الحر لا يهمه، إلا أن يمتلك تلك الصولة ليستعملها في الدفاع عن نفسه، وفي سبيل استرداد السيادة المغتصبة من أمته، ولكن مما يدعو إلى الأسف الشديد، أنني لا أعلم حتى هذه الساعة أن دولة ما تقدم مساعدة جدية للمجاهدين في الجزائر والمغرب العربي، ونحن لا نخفي على الناس، ولا نخشى من فرنسا أن تعلن للدنيا جميعا، بأن ثورة الحرية في المغرب العربي، في حاجة ملحة إلى معونة كل حر وكل من يدعي الحرية على الأقل، وهم حينما يساعدون قوما يجودون بالحياة في سبيل حريتهم، إنما يقومون ببعض الواجب، وإنما يكفرون عن بعض سيئاتهم الطائلة، أما نحن فلولا الخوف من عرقلة وصول هذه المعونات الحربية وغير الحربية إلى أيدي الثوار، لكان عندنا الجرأة الكافية لنشرها في الصحف والإذاعات، ولشكرنا أهلها وباهينا بعملنا وبفضلهم، لأننا وإياهم إنما نفعل جميلا.
وعاد صاحبي يقول: إن الفرنسيين يسمون استعانتكم بالدول الأجنبية خيانة، لأن هذه المعونة في نظرهم لا تكون بالمجان، بل لا بد لها من ثمن وسيكون ذلك الثمن على حساب مصالحكم ومصالحهم، ويعنون أنكم ستستبدلون استعمارا باستعمار.
قلت لصاحبي: إن كنت قد نسيت التاريخ القريب فإني مذكرك به، ليستقيم معك المنطق في الحكم على القضايا العظيمة، وذلك أن فرنسا هذه، قد سقطت عام 1940 صريعة العدوان الألماني فاحتل الألمان أراضيها واستذلوا شعبها وطعنتها إيطاليا في ظهرها، ثم راجت الخيانة في ربوعها حتى شملت التهمة رئيسها العظيم بطل فردان المارشال بيتان، ويومئذ قام مثلنا من بين أبناء فرنسا ثوار في الداخل والخارج، يصرخون بأعلى أصواتهم، يخاطبون الضمير الإنساني في جميع أطراف الأرض، ويدعون الدول والشعوب جميعا لا فرق بين مسلمها ومسيحيها، إلى الغوث والإسعاف والإنقاذ، واستعملوا في ذلك أبلغ العبارات وأحر الدموع، واشتهر حامل تلك الراية بالبطولة النادرة ودعى يومئذ برجل فرنسا الأول أعني الجنرال ديغول، وقد قاسم الجنرال هذا
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 108