نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 334
يحيطون به ويمنعون عنه كل طعام أو سلاح، فلا يزيده الجوع أو العري إلا قوة وإصرارا، وكان هو الشيخ الذي قارب الثمانين، لا يترك سلاحه ما دام هناك قتال، ويقذف بنفسه في مقدمة الصفوف، ويتبعه الأحرار، فلا يلبث شمل الأعداء أن يذهب بددا، وكان يصيبه المرض أحيانا، وتشتد به الحمى والقتال ناشب، فيربط نفسه إلى جواده بالحبال حتى لا يقع، وينطلق إلى الساحة مستميتا فلا يموت.
وآية صفاته، أنه كان يخرج بين رجاله في دوريات مسلحة، كأي جندي بسيط، تطوف بالأرض الحرام، وتشتبك مع من تصادف من الأعداء، وكان آخر خروج له في 17 سبتمبر 1921، فبينما كان يسير مع رجاله، إذ فوجئ بفرق إيطالية تحيط به من كل جانب، وكانت خطة مدبرة، ودارت رحى القتال الأخير، وقاتل عمر المختار قتال الأبطال، وأصابت إحدى الطلقات جواده فخر صريعا، وسقط المختار من فوقه على وجهه، وهو يريد أن ينهض فرأته ثلة من الجند الإيطاليين فتكاثروا عليه وأسروه.
وفي اليوم التالي، أجريت له محاكمة سريعة، وقال البلاغ الإيطالي: أنه اعترف بجميع التهم التي وجهت إليه، ترى ما هي هذه التهم؟ ..
أنه كان يدافع عن وطنه ضد العدوان، وأنه ضحى بأبنائه وأحفاده في سبيل حرية الوطن، وأنه فضل الموت على الضيم.
نعم لقد كانت هذه تهمه، وقد اعترف بها جميعا، فصدر الحكم بالإعدام.
وجمع الطليان في الصحراء جمعا كبيرا من العرب الأسرى ... علقوا في الفضاء مشنقة لفوا حبلها حول عنق الشيخ الشهيد.
وسقط الجسد الفاني على الرمل بلا حياة، وصعدت الروح النبيلة، في طريقها إلى الجنة
نام کتاب : الجزائر الثائرة نویسنده : الفضيل الورتلاني جلد : 1 صفحه : 334