على طريق الدعاة، ورشاداً يسترشدون به في زمانهم هذا، وإنه لمن العجيب أن يقبل الدعاة على رسائل وكتب تعد فرعاً من تلك الدوحة السامقة، ولو رجعوا إلى الأصل لاستفادوا فائدة عظيمة.
إن تضييع تلك الكتب لهو إهمال لقضية التوريث الدعوي برمتها، ودليل على هوان أولئك الأعلام على دعاة هذا العصر، الذين لو عقلوا لوضعوا تلك المؤلفات في الموضع اللائق بها، ولأسَّسوا لها اللجان والمراكز التي تستخلص أهمَّ مافيها وتنشره ليطَّلع عليه أهل هذا الزمان وليورِّثوه لمن بعدهم التوريث اللائق المطلوب [1]. [1] من تلك الكتب: ((هذا الدين)) و ((المستقبل لهذا الدين)) للأستاذ سيد قطب رحمه الله تعالى، وكتاب ((معالم على الطريق))، وكتاب ((في ظلال القرآن)) وكلاهما للأستاذ سيد أيضاً، وبعض كتب أخيه الأستاذ محمد حفظه الله تعالى، وبعض كتب الأستاذ الندوي وبعض كتب الأستاذ المودودي خاصة كتاب ((تذكرة دعاة الإسلام))، وغير ذلك من الكتب النافعة التي كادت تنسى اليوم.