نام کتاب : التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية نویسنده : المجممي، محمد بن موسى جلد : 1 صفحه : 130
وها هنا بعض الملاحظات المهمة:
الأولى: لم ترد أيُّ رواية في هذا المعنى في كتب السنة المعتمدة كالصحاح والسنن وغيرها مما وقفت عليه.
الثانية: الرِّواية الأولى من كلام التابعي، فلا يصح الاحتجاج بها، وحتى مع ورود رفعها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنها تكون من المرسل، وهو أحد أنواع الحديث منقطع السند. ومنقطع السند بجميع أقسامه مردود للجهل؛ إلا مرسل الصحابي، ومرسل كبار التابعين المكثرين من الرواية عند كثير من أهل العلم إذا عضده مرسل آخر أو عمل صحابي أو قياس [1]. وهذه الاستثناءات غير متحققة هنا، فلا تقوم هذه الرواية للاحتجاج.
الثالثة: الرواية الثانية، وهي رواية أبي أمامة - رضي الله عنه - [2] لا تصلح للاحتجاج، لجهالة أحدِ رواتها [3].
الرابعة: ليس في الروايتين -على افتراض صحتهما- ما يدل على ما أراد المنصرون إيصاله للنّاس من أنَّ إجماع المسلمين كلِّهم في الجنّة هو على طلب الكواعب الأتراب.
فالرواية الأولى تدل على أنَّ أكثر المسلمين يطلبون حوائجهم فتلبى لهم مهما عظمت وظُنَّ استحالة تحققها حتى إنَّه ليوجد من يُغرب في طلبه فيسأل السّحابة الكواعب الأتراب، وهذا يفيد ندرة من يذكر هذا المطلب.
والرواية الثّانية ليس فيها أنَّ المسلمين يطلبون ذلك.
الخامسة: كيف يطلب المسلمون هذا وقد وُعدوا به في الجنّة في جملة النعيم الذي يكون لهم؟! [1] انظر: مصطلح الحديث، ابن عثيمين، ص16 - 17. [2] هو أبو أمامة الباهلي، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونزيل حمص. روى علماً كثيراً، وتوفي سنة ست وثمانين. انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي 3/ 359 - 363. [3] هو أبو الغيث عطية بن سليمان، قال عنه ابن حجر: "مجهول". انظر تقريب التهذيب، ابن حجر، ص432.
نام کتاب : التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية نویسنده : المجممي، محمد بن موسى جلد : 1 صفحه : 130