نام کتاب : التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية نویسنده : المجممي، محمد بن موسى جلد : 1 صفحه : 147
المسألة الرّابعة: الشّبكات الاجتماعيّة بين النّفع والضّرر
تعد الشّبكاتُ الاجتماعيّة أداةً قويّة في جانبي الإصلاح والإفساد، بحسب المسار الذي يكون فيه توجيه المستخدم لهذه الوسيلة.
فمن جهةٍ هي تتيح التّواصل مع العلماء والمفكرين والأدباء وطلبة العلم والنّابغين في الفنون لاستشارتهم والأخذ بآرائهم.
كما تيسر طرق التّواصل مع الإخوة والأرحام والأحبّة أيًّا كان مقر سكنهم بأيسر التكاليف.
وقد ابتكرت هذه المواقع آليّة لإعادة علاقاتٍ كان وصلها غايةً في الصعوبة؛ مع تباعد الأمكنة وتقادم الأزمنة وانقطاع أدوات الاتّصال بين أطرافها.
وفي الجهة الأخرى يأتي إهدار الوقت. وفي ذلك تضييع لرأس مال الإنسان في هذه الحياة، وهو العمر. وقد عدّ ذلك بعض المحققين أشد على المسلم من الموت، لأنّها تقطعه عن الله والدار الآخرة، بينما يقطعه الموت عن الدنيا وأهلها [1].
وتأتي كثرة الخلطة بلا نفع. وفضول المخالطة في فهم المسلم سبيل إلى خسارة الدّنيا والآخرة [2].
ويأتي جريان المرء فيما لا يعنيه. والمسلم منهي عن ذلك بدليل قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) [3].
ويضاف لذلك معاصي النظر؛ من كمِّ الصور والملفات المرئيّة المهول على هذه المواقع. والمسلم يستشعر مسؤوليته تجاه ذلك انطلاقاً من قوله تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ [1] انظر: الفوائد، ابن قيم الجوزية، ص56. [2] انظر: بدائع الفوائد، ابن قيم الجوزيّة 2/ 821. [3] رواه الترمذي وابن ماجة، وصحح الألباني الروايتين. انظر للألباني: صحيح سنن الترمذي 2/ 530 - 531، وصحيح سنن ابن ماجة 3/ 302.
نام کتاب : التنصير عبر الخدمات التفاعلية لشبكة المعلومات العالمية نویسنده : المجممي، محمد بن موسى جلد : 1 صفحه : 147