responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 163
ولكن لما استقلت الجمهورية السورية لم تجد من الكرامة أن تبقى هذه المعاهدة ذات واقع قانوني فألغتها. ولما احتجت الدولة التي يعنيها الأمر عناية شديدة وقالت إن «الحرية والديمقراطية» يجب أن تكونا مكفولتين، وإن للإنسان ملء الحق بنشر الدين الذي يريده واعتناق المذهب الذي يرضاه، كان الجواب العاقل يومذاك ما يلي:
«إِنَّ الجُمْهُورِيَّةَ السُّورِيَّةَ لاَ تُقَيِّدُ حُرِّيَّةَ أَحَدٍ فِي الدَّعْوَةِ إِلَى مَذْهَبٍ دِينِيٍّ، وَلَكِنَّهَا تَرَى أَنَّ هَذِهِ الحُرِّيَّةَ يَجِبُ أَنْ تَتَسَاوَى بَيْنَ الدَّاعِي وَالمَدْعُوِّ، فَلِمُبَشِّرٍ بْرُوتِسْتَانْتِيٍّ مَثَلاً أَنْ يُنَاظِرَ فَقِيهًا مُسْلِمًا. وَلِرَجُلٍ كَاثُولِيكِيٍّ أَنْ يُخَاطِبَ رَجُلاً مُسْلِمًا. أَمَّا أَنْ يُتْرَكَ الأَطْفَالُ الأَبْرِيَاءُ فِي صُفُوفِ المَدَارِسِ الاِبْتِدَائِيَّةِ تَحْتَ رَحْمَةِ المُبَشِّرِينَ فَهَذَا يَتَنَافَى مَعَ أَبْسَطِ قَوَاعِدِ الحُرِّيَّةِ. وَهَكَذَا أَغْلَقَتْ الجُمْهُورِيَّةُ السُّورِيَّةُ عُقُولَ الذِينَ لاَ يُزَالُونَ قَاصِرِينَ دُونَ مَكَائِدِ المُبَشِّرِينَ لَمَّا وَضَعَتْ لِلْمَعَارِفِ قَوَانِينَ تَحْفَظُ كَرَامَةَ البَلَدِ المُسْتَقِلِّ. إِنَّ المَدَارِسَ الأَجْنَبِيَّةَ - وَالفِرَنْسِيَّةَ مِنْهَا خَاصَّةَ - كَانَتْ فِي أيام الاِنْتِدابِ تَتَمَشَّى عَلَى نِظَامٍ مُنَافٍ كُلَّ المُنَافَاةِ لِرُوحِ الاِسْتِقْلاَلِ. كُلُّ هَذَا كَانَ وَاضِحًا فِي الجُمْهُورِيَّةِ السُّورِيَّةِ فَسَنَّتْ الحُكُومَةُ قَوَانِينَ سَيْطَرَتْ فِيهَا عَلَى التَّعْلِيمِ الخَاصِّ أَيْضًا وَحَالَتْ بَيْنَ مَقَاعِدِ الدِّرَّاسَةِ وَبَيْنَ النُّفُوذِ السِّيَاسِيَّ» [1].

فلما فقدت مدارس المبشرين خاصة نفوذها على الطالب الابتدائي ثارت ثائرتها وراحت تقذف الحكومة السورية بوابل من شتائمها. وبما أننا لا نحذق هذا النوع من الشتائم لا ابتداءً وتفصيلاً ولا تقليدًا وتلخيصًا، فإننا سنترك اليسوعيين أنفسهم يتكلمون بلغتهم.

في بيروت مجلة تصدر عن الحاجة إلى التفرقة الدينية، هي مجلة " الشراع "، وهي، كما يقول أصحابها على الصفحة الثانية من غلافها: جريدة يومية سياسية دينية جامعة تصدر مؤقتًا أسبوعيًا. ثم هي لسان حال الكثلكة ورؤسائها في الشرق، صاحبها ومديرها العام الخوري (انطون قرطباوي)، ويشرف على سياستها الرئيس (ألفرد نقاش) أحد رؤساء الجمهورية اللبنانية السابقين، ورئيس التحرير فيها (أنطوان نعيمة).

هذه المجلة يصدرها اليسوعيون، وهي تتكلم بلسانهم وتحت إشرافهم على الأقل، وقد قالت لمناسبة حيلولة الحكومة السورية بين اليسوعيين وبين الطلاب الابتدائيين، ثم بينهم وبين عامة الشعب في بلاد العلويين ما يلي [2]: «وَالرَّجَاءُ التَّنَبُّهُ إِلَى النُّقَطِ وَالفَوَاصِلِ».

[1] راجع تقارير عن أحوال المعارف في سورية خلال سنة 1945، وضعها ساطع الحصري (دمشق 1946) ص 69 وما بعدها.
(2) " الشراع " (بيروت) السنة الأولى، العدد 36، الأحد 28 تشرين الثاني 1948، ص 21.
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست