نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى جلد : 1 صفحه : 231
بـ Old Vic يمثل فيه إلى روايات (شكسبير) بلغتها القديمة وبشعرها القديم وبتعابيرها القديمة، وإنك إذا قست هذه اللغة بلغة جرائد لندن، أو إذا قستها بلغة الشارع في أوكسفورد أو كمبريدج وجدت فروقًا شاسعة. وها هي الكنيسة الكاثوليكية فإنها تعتبر الترجمة اللاتينية للتوراة لغة الكنيسة الرسمية، ولا يكون القداس إلا باللغة اللاتينية. وقل مثل هذا في الكنيسة الأرثوذكسية التي حافظت على اللغة اليونانية التقليدية، والكنيسة المارونية التي احتفظت باللغة السريانية، والكنيسة المسيحية الحبشية التي احتفظت باللغة السامية القديمة المعروفة بـ «لغة الجعز». (على) أن الفارق بين هذه الكنائس التي احتفظت بلغاتها القديمة وبين الإسلام عظيم جدًا، ذلك لأن العامية المهذبة المحكية لا تختلف عن لغة " القرآن الكريم " اختلاف السريانية عن العربية أو الإغريقية عن العربية، أو اللاتينية عن الفرنسية [1]. فلن تكون لغة " القرآن الكريم " غريبة عن أفهام الناس. وسيظل الناس يتعلمونه ويحفظونه غيبًا ويدرسون صرفه ونحوه وسحر بيانه كما يفعلون اليوم. وسيظلون يقرأونه ويستظهرونه تبركًا ... هذا ما يتعلق بالمستقبل القريب. ولكن ما سيحدث في المستقبل البعيد، بعد مئات السنين؟ هنا ندخل في نطاق الحدس والتخمين. ولكن يتراءى لي أن في ذلك الزمن لن تكون الحياة الروحية وقفًا على الكلمة ولفظ الكلمة وشكل كتابة الكلمة ... عندها يكون للناس الحرية أن ينظروا إلى الدين من خلال نظاراتهم لا من خلال نظاراتنا نحن ... نحن زائلون والحياة للأجيال القادمة ... لا تحرص أن تفرض على أبنائك عقائدك وعاداتك ومقاييسك وذوقك ونظرك إلى الحياة ... قد يسايرك (ابنك) بعض الطريق، ولكنه في قرارة نفسه يضحك من حرصك هذا ويسير في طريقه الخاص ...».
وهكذا نجد بوضوح أن الحملة على العربية الفصحى إنما هي في حقيقتها حملة على اللغة التي تجمع بين العرب والمسلمين، وحملة على العروبة والإسلام، وأمنية في أن يصبح القرآن كتاب دين لا صلة له بالحياة: يستطيع نفر من المسلمين أن يقرأه من غير أن يفهموا منه شيئًا ومن غير أن يشعروا بما فيه إلا كما يشعر الوثني إذا نظر إلى صورة معلقة في الجدار أو إلى وثن قائم على قاعدة من الحجارة.
غير أن الله الذي جعل في القرآن من عناصر الخلود ما حفظه إلى اليوم، بينما جميع اللغات التي كانت في عصره أو بعد عصره أيضًا قد بادت وانقرض المتكلمون بعدد كبير منها، سيجعله خالدًا أبدًا. [1] التركيب ضعيف ومبهم.
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى جلد : 1 صفحه : 231