نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى جلد : 1 صفحه : 248
المُلْحَقُ الثَّانِي: زِيَارَةُ البَابَا لِفَلَسْطِينَ:
زار (البابا بولص السادس) فلسطين زيارة بدأت في صباح اليوم الرابع من شهر كانون الثاني (يناير - جانفي) من عام 1964 ثم انتهت بعد ظهر اليوم السادس من الشهر نفسه [1].
لقد كانت هذه الزيارة مفاجئة للعالم لأن البابا في العادة منذ الزمن الأقدم لا يغادر مقره في الفاتيكان، ولأن الزيارة نفسها إلى فلسطين بالذات تحتمل تأويلات كثيرة شتى.
ونحن هنا لا نتعرض لتكهنات الصحافة العالمية ولا لتعليقات المعلقين في الدوائر الدولية، لأن الإنسان لا يمكن أن يخرج من تأويلات المتأولين وتعليقات المعلقين إلا بلغز أشد استغلاقًا من لغز الزيارة نفسها.
قبل ظهر الأربعاء في الثامن من شهر كانون الثاني استقبل (البابا بولص السادس) نحو ثلاثة آلاف من الزوار إلى روما وخطب فيهم خطبة كانت الخطبة الأولى له بعد رجوعه من فلسطين. في هذه الخطبة نوه البابا بمكانة روما في الرسالة الروحية للكنيسة.
وصفت جريدة " إل تمبو " [2] هذه الخطبة بأنها أهم الخطب التي ألقاها (البابا بولص السادس) إلى الآن. وقد أكد البابا في هذه الخطبة رسالة الكنيسة لنشر البشارة الطيبة (النصرانية) في العالم كله. ثم تتكلم الجريدة المذكورة، وهي تعلق على خطاب البابا، على عظمة رومية فتقول:
«إِنَّ الطُّرُقَ التِي كَانَ بِإِمْكَانِ العِنَايَةِ الإِلَهِيَّةِ أَنْ تَخُطَّهَا لِتَنْصِيرِ العَالَمِ لاَ تُحْصَى. وَلَكِنَّ الحَقِيقَةَ الوَاقِعَةَ أَنَّ اللهَ قَدْ اِخْتَارَ رُومَا لِهَذِهِ المُهِمَّةِ، لاَ فِي المَاضِي فَحَسْبَ حِينَمَا اِنْقَرَضَتْ الإِمْبْرَاطُورِيَّةُ وَتَرَكَتْ تِلْكَ المُؤَسَّسَةَ الوَاسِعَةُ الخَطِيرَةَ إرثًا لِرُومَا بَلْ اليَوْمَ أَيْضًا ...».
وفي الشواهد التي اختارتها الجريدة من خطبة البابا فقرات لا تبعد عن ذلك كثيرًا. وقد أحببت (*) أن أحصل على نص الخطاب كاملاً فكتبت إلى الملحق الصحافي في سفارة الفاتيكان في بيروت في هذا الشأن. وقد تلطف الملحق الصحافي فاتصل بي بالهاتف ثم أرسل إِلَيَّ بضعة أعداد من العدد الأسبوعي لجريدة " الرقيب الروماني " [3] فيها أشياء كثيرة عن رحلة البابا ومن خطبه، ولكن لم يكن في تلك الأعداد ذلك الخطاب الذي [1] Tempo (settimanale), XXVI, N. 3, Milano 18 - 1 - 64, pag. 6 - 26 [2] Il Tempo (Roma) , Anno XXI, N. 8, 9 - 1 - 1964, pag. 2
(*) الكلام لأحدنا: الدكتور عمر فروخ. [3] Osservatori Romano (édition hébdomadaire française
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى جلد : 1 صفحه : 248