نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى جلد : 1 صفحه : 61
يكون كل من دخل المستشفى أو أتى إلى المستوصف للمعالجة قد تلقى من طبيبه المبشر تلك الكرازة [1] التي توجهه نحو المسيح [2].
من أجل ذلك عُنِيَ المبشرون، أول ما عُنُوا، بالتطبيب على أنه واسطة إلى غاية. إن اليسوعيين مثلاً قد أسسوا أكثر أعمالهم التبشيرية في سورية [3] إلى جانب مراكز التطبيب. بل إن مراكز التبشير قد بدأت عندهم مراكز للتطبيب في أول الأمر. وفي هذه المراكز وجهوا عنايتهم الأولى إلى كبار الموظفين وإلى الأعيان. وكانوا يستغلونهم من هذه الطريق لمصالح تبشيرية بحت. ومع الأيام أخذت عناية اليسوعيين بالتطبيب تقل وقيامهم بالتبشير يزيد حتى حل التبشير المحض محل التطبيب [4] الذي كان رِءَاءَ النَّاسِ.
كِبَارُ أَطِبَّائِهِمْ مُبَشِّرُونَ:
ومنذ عام 1875 م وجهت الجمعيات التبشيرية اهتمامها إلى سورية وأنشأت مراكز طبية في غزة ونابلس وغيرهما من المدن، وفي سورية وفلسطين. وكذلك كان لهم أطباء دَوَّارُونَ يزورون القرى ليلاحقوا الناقهين الراجعين إلى قراهم فيكرزوا فيهم، ولكنهم لم ينجحوا [4]. وكذلك يجب ألا نعجب إذا علمنا أن أكثر الأطباء البروتستانت الذي نعرف أسماءهم ما جاءوا إلى بلاد العرب إلا حُبًّا بالتبشير لا بالتطبيب. ثم إن جلهم، إن لم نقل كلهم، قد أوقعوا في البلاد أضرارًا تفوق الخدمات الطبية التي أسدوها أضعافًا مضاعفة. إن (آسا دودج) و (فورست) و (كارنيليوس فان ديك) و (جورج بوست) و (تشارلس كلهون) و (ماري أدي) والدكتور (طومسون) [5] كلهم كانوا أطباء في الظاهر. أما في الباطن فكان ضررهم على البلاد يزيد أو ينقص بحسب الاستعداد الشخصي لكل واحد منهم وبحسب الفرص التي سنحت لهم.
اِعْتِرَافُهُمْ بِخِدَاعِ المَرْضَى:
وإذا أنت أردت أن تعرف مبلغ اهتمام هؤلاء الأطباء بالتبشير لا بالتطبيب فاعلم [1] الكرازة: تعبير مسيحي معناه إلقاء النصائح على الآتين إلى الكنيسة، كرز أو خرز (بالسريانية): وعظ. [2] Harrison 141 [3] Les Jésuites en Syrie 12 : 12 f أما الآن فإن اليسوعيين قد عادوا فأنشأوا مركزًا كبيرًا للتطبيب في البقاع. [4] Bliss (R) 316 f. Jessup 802, 804 [5] cf. jessup 37, 108, 804
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى جلد : 1 صفحه : 61