نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى جلد : 1 صفحه : 79
الأطفال تساعد على أن يتصل المبشرون بأهل الطلاب [1]. وأكثر ما وصل إليه المبشرون البروتستانت إنما كان عن طريق المدارس الابتدائية [2].
أما اليسوعيين خاصة فيجعلون الصفوف الدنيا في عهدة الراهبات، لأن الطلاب «الصغار» [3] هم فسائل (شتل) تغرس فيما بعد في الكليات، فيجب أن تكون هذه الفسائل مطبوعة طبعًا خاصًا [4].
التَّبْشِيرُ وِفَادَةُ البِلاَدِ فِي المُسْتَقْبَلِ:
والتعليم العالي عند المبشرين لا يقل أهمية عن سائر درجات التعليم، ذلك أنه يساعدهم على الوصول إلى الطبقات المثقفة، بل لعله أهم منها كلها. ولقد أدرك المبشرون منذ زمن أن التبشير قد خاب لأن الأفراد الذين لفتهم المبشرون عن الإسلام إلى النصرانية كانوا قليلين، ولم يكن لهم الأثر المنتظر. فلما اعتقدوا أن لا قدرة لهم على جعل المسلم نصرانيًا أحبوا أن يجعلوا الآراء المسيحية تتسرب إلى المسلمين وإلى المثقفين منهم خاصة. ثم إنهم اعتقدوا أن هذه الآراء تتسرب بعدئذٍ من تلقاء نفسها إلى المجتمع الإسلامي. هذه هي الفكرة التي أقنعت المبشرين بضرورة إنشاء المعاهد العالية في البلاد الإسلامية [5].
وكذلك كان للمبشرين غاية أخرى من التعليم العالي، هي أن يؤثروا في قادة الرأي في البلاد، وفي الجيل الناشئ في الشرق الأدنى خاصة، ذلك التأثير الذي لا يمكن أن يتحقق إذا لم يكن ثمة تعليم عال [6]. وعلى هذا الأساس أوجد المبشرون البروتستانت كلية في بيروت عام 1862 وجعلوا على رأسها المحترم (دانيال بلس) [7]. هذه الكلية أصبحت فيما بعد: الكلية السورية الإنجيلية، ثم هي اليوم الجامعة الأمريكية في بيروت.
ومن رأي المبشرين أن تؤسس الكليات في المراكز الإسلامية، ولذلك لم يكتفوا ببيروت بل أرادوا أن يكون ثمة كلية في القاهرة نفسها إلى جانب الجامع الأزهر [8]. [1] Re -Thinking Missions 118 [2] Bliss R 517 [3] في الأصل Minimes أي الصغار. [4] Les Jésuites en Syrie 5 : 14 [5] Re -Thinking Missions 164 [6] Milligan 124 - 5 [7] Rev. Danial Bliss. cf Jossup 241 [8] Milligan 124 f
نام کتاب : التبشير والاستعمار في البلاد العربية عرض لجهود المبشرين التي ترمي إلى اخضاع الشرق للاستعمار الغربي نویسنده : الخالدي، مصطفى جلد : 1 صفحه : 79